ما الذي يجب معرفته حول الابتلال المهبلي والعلاقة الزوجية
كل ما يجب معرفته حول الابتلال المهبلي والعلاقة الزوجية
يُعتبر الإبتلال المهبلي استجابة فسيولوجيّة تحدث خلال مرحلة الإثارة لدى النساء، تحضيراً لإتمام العلاقة الزوجيّة، ويأتي هذا السائل الصافي، الذي يشكّل غلافاً لزجاً على الغشاء المخاطي المهبلي، من داخل المهبل، ويتمّ إفرازه خلال الإحتقان الوعائي، حيث تحتقن العديد من الأوعيّة في الأنسجة الدمويّة في منطقة الحوض، وعندما يكون هذا الإبتلال وفيراً، يسهّل دخول العضو الذكري، وبشكل غير مؤلم، لحظة الايلاج، حيث يتهيّج الغشاء المخاطي الجافّ أو غير المبتلّ بشكل كافٍ من خلال الإحتكاك.
يحتوي الإبتلال المهبلي على سوائل مختلفة؛ سواءً كانت الإفرازات التي يتمّ إنتاجها من قبل غدّتَي البارثولين الواقعتين على كلٍّ من جانبَي المهبل، أو مخاط عنق الرحم، إلى جانب "تعرّق" الأوعية الدمويّة.
وتختلف كل امرأة عن الأخرى، فبعض النساء ينتجنَّ كمياتٍ ضئيلة من الإفرازات، وتنتج أخريات كمياتٍ كبيرة، كلا الأمرين طبيعي ما دام يحدث بلا عدوى.
الابتلال المهبلي وتأثيره على العلاقة الزوجية
كيف يتكون الإبتلال المهبلي
حين لا تكون هناك أيّ إثارة، تكون الجدران الداخلية والخارجيّة للمهبل مضمومة على بعضها، إلا أنّ هناك طبقة رقيقة جدّاً من السائل تمنعها من الإلتصاق، وتسمح لها بالانفصال عن بعضها بسهولة، ويتكوّن هذا السائل من بلازما الدم، الذي يتدفّق في الغشاء المخاطي للمهبل و"يرشح" منه جزء صغير داخل المهبل، وتظلّ كمّية هذا السائل قليلة بسبب تنظيمه بفعل عمليّة إعادة الامتصاص، بحيث يكون المهبل رطباً، ولكنْ ليس بما يكفي للسماح بالإيلاج بسهولة ومن دون ألم، والهدف من الإثارة الجنسيّة زيادة كمّية هذا السائل، بحيث يرطّب الأعضاء التناسليّة على نحو فعّال.
الإبتلال المهبلي المزدوج
إنّ ابتلال الأعضاء التناسليّة الأنثويّة يكون مزدوجاً وعلى مرحلتين:
- يتمّ تشحيم المنطقة الخارجيّة من المهبل بواسطة إفرازات الغدد الدهليزيّة ومجرى البول، وأشهرها الغدد الدهليزيّة الرئيسيّة، التي كانت تسمّى سابقاً "غدّتَي البارثولين": كناية عن غدّتين صغيرتين متناظرتان، تقعان على جانبَي فتحة المهبل، في الجزء السفلي من الشفرين الصغيرين. في مرحلة الإثارة، تتقلّص هذه الغدد وينبعث منها بضع قطرات من المخاط، الذي يساهم في تشحيم الفرج، إلا أنّ هذه الكمّية من المخاط قليلة جدّاً، بحيث ليس لها دور فعلي، وتأتي أغلبيّة السائل الذي يُشحّم المهبل من الغدد الدهنيّة وغدد الأوعية الدمويّة للشفرين الكبيرين والصغيرين، التي تنتج مخاطاً وفيراً خلال الإثارة.
- يختلف الإبتلال في منطقة داخل المهبل، حيث تؤدّي الإثارة إلى تدفّق الدم داخل الجزء السفلي من البطن، ما يسبّب بسرعة احتقاناً وريدياًّ. وتؤدّي زيادة الضغط الدموي في أوردة جدار المهبل إلى رشح المزيد من البلازما داخله: يبدأ هذا السائل بالنزول بشكل خفيف، ثمّ يتدفّق بشكل وفير بعض الشيء، بحيث يفوق القدرة الاعتياديّة على إعادة الامتصاص، ويصنَّف هذا السائل طبّياً بأنّه "سلس"، أي يعطي الانطباع بأنه زيتيّ بشكل خفيف جدّاً عند اللمس.
كمّية إنتاج الإبتلال المهبلي الطبيعية
يختلف الوقت اللازم لـ"إحداث" الإثارة بشكل كبير من شخص لآخر، وكمّية السوائل المهبليّة ليست بالضرورة مؤشّراً على مستوى الإثارة، بالتالي، ليست هناك كمّية "معياريّة"، باستثناء ما يمكن أن يسمح بالإيلاج بشكل سهل ومن دون ألم.
ولكنْ أحياناً، حتّى ولو كانت الرغبة قويّة جدّاً، قد يكون السائل غير كافٍ، وفي هذه الحالة التي يكون فيها الإيلاج غير مريح، من الممكن معالجة الوضع عن طريق استخدام سائل تزييت مناسب لاحتياجاتك، وينطبق هذا أيضاً على ما إذا كان الإيلاج يستغرق وقتاً طويلاً، فلا يجب التردّد في وضع سائل تزييت للواقي الذكري، والذي يتوفّر على شكل ماء أو سيليكون، ولكنْ لا تستخدمي أبداً الموادّ الدهنيّة، لأنّها تجعل الواقي الذكري مساميّاً وهشّاً، وبالتالي يبطل مفعوله الواقي.
فوائد الإبتلال المهبلي
الإبتلال المهبلي والإنجاب:
يسهّل الإبتلال المهبلي عملية الإنجاب وذلك عن طريق زيادة قلويّة المهبل، ما يعزز بالتالي نسبة حموضته ليساهم ذلك في تعزيز بقاء الحيوانات المنويّة وتحفيز حركتها نحو البويضة.
الإبتلال المهبلي واللذة الجنسية:
يسمح الإبتلال المهبلي بالإيلاج بسهولة وبشكل أكثر راحة والتلذذ بالعلاقة وتعزيز فرص الوصول الى النشوة عن طريق تسهيل الانزلاق والحدّ من الاحتكاكات المزعجة والمؤلمة.
الافرازات المهبلية ودورها في العلاقة الحميمة:
تُساعد الافرازات التي تحدث في المهبل في إتمام العلاقة االحميمة بسهولة ومتعة عالية، إضافة الى تسهيل مرور الحيوانات المنوية من المهبل الى الرحم عبر عنق الرحم، وبالتالي وصولها الى الانابيب الرحمية حيث مكان التلقيح وبداية الحمل.
ما هو فرط إنتاج السائل
فهو تدفّق وفير للغاية للسائل، والنساء اللواتي يعانين منه يوصَفن بلقب "المرأة النافورة"، ويعود الانزعاج إلى ضرورة اللجوء إلى وسائل حماية، لأنّ السوائل المتدفّقة قد تكون كبيرة جدّاً، ويشعر بعض الرجال بالنفور من ردّ الفعل هذا، في حين يشعر آخرون بالإطراء، هذا وتحسّ بعض النساء بالحرج والانزعاج والخجل بعض الشيء، في حين تحسّ أخريات بالفخر، وليست هناك أيّ حالة مرضيّة في هذا الوضع، الذي هو فقط ردّ فعل فسيولوجي أكثر قوّة من المعتاد، يتطلّب فقط القليل من الرعاية.
أسباب عدم وجوده كميّة كافية من الابتلال المهبلي
يحدث أحياناً أنّ سائل الابتلالي المهبلي يصبح مثيراً للإزعاج وغير كافٍ أو غير موجود أو زائداً عن اللازم، إنّ عدم وجوده أساساً أو عدم كفاية كمّية السائل يعودان إلى مشاكل عضوية أو نفسيّة، مرتبطة بالزوجة أو بظروف وسياق العلاقة الحميمة.
1- المشاكل العضوية:
- نقص في إفراز هرمون الأستروجين بسبب فشل المبيض، أو الورم الغددي للبرولاكتين، أو الاضطّرابات الهرمونية في مرحلة انقطاع الطمث، أو بعد الولادة مباشرة، وخلال الرضاعة الطبيعيّة، أو بسبب تناول بعض أنواع حبوب منع الحمل.
- بعض الأمراض مثل الاضطرابات العصبيّة المختلفة، أو السكّري الذي يؤثّر على الأعصاب أو الأوعية الدمويّة.
- بعض العلاجات مثل الجراحة، العلاج الإشعاعي، علاج الغدد الصمّاء وبعض الأدوية.
- إلتهابات المسالك البوليّة أو التناسليّة.
- عدم كفاية النظافة الشخصيّة.
- بعض الأمراض المنقولة جنسيّاً.
2- المشاكل النفسيّة:
اضطّرابات الرغبة والموانع الجنسيّة كالحالة المزاجيّة خلال ممارسة العلاقة الحميمة والخبرة الشخصيّة لكلا الزوجين، والخوف من التعرّض للألم أو من ترك انطباع سيّئ لدى الزوج، المفاهيم الخاطئة عن الجنس وطرق إثارة الرغبة، فشل الحياة الجنسيّة أو عدم الحصول على متعة من العلاقة الحميمة الزوجيّة، الأوقات أو الوضعيّات غير المناسبة، والممارسة غير الكافية.
الهموم اليوميّة، سواء في العمل أو الأسرة، وكذلك الحوادث ومخاطر الحمل، والتوتّر في العلاقة بين الزوجين، واستخدام المخدّرات...
تقوية العجان بالتمارين يحسّن الابتلال المهبلي
الإفرازات التي تنتجها غدّتَي البارثولين، ومخاط عنق الرحم، و"تعرّق" الأوعية الدمويّة التي تحيط بالمهبل هي السوائل الجنسيّة التي يتمّ إنتاجها حين تحسّ المرأة بالإثارة، كما ذكرنا سابقاً. وإذا كان الابتلال غير كافٍ، تصبح الأغشية المخاطيّة جافّة والإيلاج مؤلماً.
إنّ تمارين تقوية العجان تحسّن أداء نظام الإفرازات المهبليّة، فسوائل المرأة التي تمارس هذه التمارين تصبح أكثر سمكاً ومرونة، وبالتالي تكون لها قدرة أكبر على إنتاج البلل.
الابتلال أو السوائل الأكثر وفرة وتقلّصات العجان خلال العلاقة الحميمة تعطي المرأة وزوجها إحساساً حسّياً قويّاً. ..
اقرئي أيضاً:
وصفات طبيعية بالفاكهة للتخلص من الإفرازات المهبلية
الجفاف المهبلي ودرجة تأثيره على العلاقة الحميمة
ترطيب المهبل منزلياً قبل العلاقة بين المنافع والاضرار
أضف تعليقا