واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية سطرتها تلك الواقعة المؤلمة التي راح ضحيتها شاب ثلاثيني معاق بُترت قدمه اليسرى في حادث تصادم مروع منذ أشهر، فباع كل ما يملك واشترى أطرافاً صناعية لمساعدته على الحركة والعمل على دراجة نارية «توكتوك» اشتراه أيضاً حتى يكون وسيلة لجلب الرزق، لكن تلك المأساة الإنسانية للشاب، كانت محل طمع وجشع من جاره اللص الذي نصب له كمينه واستدرجه لتوصيله إلى مكان ما في الخانكة ثم قتله بسكين كان يخفيه في ملابسه وسرق أطرافه الصناعية والتوكتوك.
وبحسب تحريات المباحث تعرض الشاب لخديعة من جاره اللص الذي استقبله أمام منزله في الخانكة، وأصر اللص على مساعدة الشاب في صعود سلالم العقار حتى يدخل شقته، وخلال تلك الدقائق دار بينهما نقاش حول ثمن الأطراف الصناعية التي قام بشرائها بمبلغ مالي والتوك توك الذي دفع فيه كل ما يملك، عندها قرر اللص التخلص من الشاب حتى يسرقه، فطلب اللص من الشاب أن يقوم بتوصيله إلى مكان خلف السكة الحديد، زاعماً أنه ذاهب لمقابلة صديق له سيحصل منه على مبالغ مالية اقترضها منه منذ عدة أشهر فوافق الشاب العاجز، وعندما وصلا إلى المكان الخالي من المارة أخرج اللص سكيناً وذبحه واستولى على الأطراف الصناعية.
لاحظت أسرة المجني عليه غلق هاتفه لساعات طويلة على غير العادة وتأخره في العودة فانتابهم القلق، وبدأوا في البحث عنه لمدة 24 ساعة حتى عثروا على جثمانه فأبلغوا قسم شرطة الخانكة، فانتقلت قوة أمنية إلى مكان الحادث وناظرت الجثمان، وتبين وجود جرح في الرقبة وطعنات في الصدر،
ونجحت تحريات المباحث في كشف ملابسات الحادث بعد أن اعترف شاهد رؤية أن المجني عليه كان بصحبة جاره اللص قبل الحادث، فألقي القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بتفاصيل الجريمة وأرشد عن المسروقات، وأنه كان يخفيها في منزله لعدة أيام حتى يتأكد من مرور أول 3 أيام على الجريمة دون ملاحقة أمنية له ثم يتصرف فيها بالبيع، وتوجهت قوة أمنية إلى المنزل وعثرت على المضبوطات وأنكرت أسرة اللص صلتها بالحادث.
قررت النيابة العامة حبس المتهم على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة، واعترف المتهم أنه طمع في الأطراف الصناعية بعد أن عرف من المجني عليه أنه اشتراها بـ 12 ألف جنيه، بالإضافة إلى توكتوك ثمنه قرابة 40 ألف جنيه، وكان ذلك السبب في الجريمة زاعماً أنه كان يعتقد أن المباحث لن تكشفه، وعقب انتهاء اعتراف المتهم قررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات وانتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان المجني عليه لبيان أسباب الوفاة.
أضف تعليقا