جريمة صادمة، تحول خلالها الأب من الحارس الأمين لأسرته إلى الخائن لأمانته، وتعامل مع فلذات الأكباد على أنهم سلع تباع وتشترى بأثمان بخسة، فلم يتورع من عرض نجله البالغ من العمر 30 يومًا للبيع على منصة فيسبوك بمبلغ مالي قدره 80 ألف جنيه.
النيابة العامة كشفت تفاصيل الحادث وقررت إيداع الطفل في دار رعاية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، بعد القبض على والديه بتهمة الاتجار في البشر وعرضه للبيع نظير مبلغ مالي قدره 40 ألف جنيه، وخلال التحقيقات التي لا تزال جارية مع الأبوين المتهمين اعترفت الأم بتفاصيل الجريمة التي اتهمت زوجها بالتخطيط لها وعرض الطفل للبيع على فيسبوك دون علمها.
وقالت مصادر أمنية إن والدة الطفل حاولت إثناء زوجها عن تنفيذ تلك الخطوة وبيع فلذة كبدهما إلا أنه نهرها واعتدى عليها بالضرب وأجبرها على الحضور معه خلال إتمام صفقة البيع حتى يضمن أنها لم تبلغ الشرطة بتفاصيل تلك الجريمة، ويضمن أيضًا سكوتها بعد ذلك لتورطها في الجريمة.
أما الزوج المتهم فحاول تبرير جريمته بقوله: «الظروف هي السبب مكنتش قادر أجيب طلباته وأصرف عليه، عشان كده قولت أبيعه أحسن من قتله زي ما ناس كتير بتقتل أولادها لأي أسباب».
وكشفت المصادر عن أن المتهم وقت القبض عليه كان بصحبته زوجته، ونجله يبلغ من العمر شهراً تقريباً، وبحوزته شهادة ميلاد الطفل، وبمواجهته أقر بعرضه الطفل للبيع، للحصول على مقابل مادي، وعُثر بحوزة المتهم على هاتف محمول يحتوى على العديد من المحادثات الدالة على محاولاته عرض نجله للبيع.
المباحث اقتادت المتهم وزوجته إلى قسم الشرطة، وتحرر محضر بالواقعة، وأحيلا إلى النيابة العامة التى نسبت إليهما تهمة الاتجار في البشر، وبمواجهة المتهم، برر جريمته بأن ظروفه المادية صعبة، وأنه لجأ لبيع الطفل لعدم القدرة على الإنفاق عليه، والحصول على مبلغ مالي كبير من ورائه، وكلفت النيابة العامة المباحث، بإعداد تحرياتها في الحادث وموافاة النيابة بنتائج ما توصلت إليه من معلومات بشأن عملية البيع؛ حتى يتسنى للنيابة العامة استكمال إجراءاتها القانونية بحق المتهم وزوجته.
وأفدت التحقيقات أن المتهم كان يتواصل مع أحد الأشخاص تعرف عليه من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لبيع نجله، وأن الشرطة رصدته خلال عملية إتمام البيع قبل أن يصل الشخص الذي كان يرغب في الشراء، وعقب انتهاء التحقيق معهما قررت النيابة حبسهما على ذمة التحقيقات.
أضف تعليقا