كيف يتمّ تحديد الأماكن في أسبوع الموضة؟

يعرف الكثيرون أنّ أسبوع الموضة لا يرتبط فقط بالمشاهير وتصوير منصّات العرض ونشرها على الإنستغرام. على الرغم من أنّ هذا الجزء ممتع، إلا أنّ هناك الكثير من الإعداد والتحضير لإنجاح الحدث. فهل تساءلتم يوماً: من يحدّد أماكن جلوس المدعوّين خلال عروض الأزياء؟ وكيف تتمّ الترتيبات؟ إليكم أسرار اللعبة.

نجوم الصفّ الأمامي

يضمّ الصفّ الأوّل، في كلّ عروض الأزياء، أشخاصاً يُعرفون باسمهم. ويمكن القول إنّهم من أهمّ محدّدي الموضة والذوق في عالم المال والأعمال، على أنّ وظيفتهم لدى جلوسهم في الصفّ الأمامي تتراوح ما بين اكتشاف إبداعات الموسم المقبل واستخدام إسمهم اللامع كترويج للمصمّم العارِض.

وتُعَدّ الصفوف الثلاثة الأولى مكان جلوس الأشخاص المهمّين، فلا داعي للقول إنّ نخبة عالم الموضة تجلس في الصفّ الأمامي، ونعني بهذا الصفّ الأمامي فقط.

ومن الواضح أنّ الجلوس في الصفّ الأمامي مهمّ لحضور عرض الأزياء، لكنّه أيضاً في غاية الأهمّية بالنسبة للمصمّمين الذين يتمّ منح كلٍّ منهم ما معدّله ​​125 مقعداً من مقاعد الصفّ الأمامي خلال عرض الأزياء. وبعد رؤية شخصيّات الصفّ الأوّل الملابس التي تظهر على منصّة العرض، يتمّ الحكم بتشدّد وقسوة على العديد من المصمّمين.
 

إقرئي أيضاً: إتيكيت الإنستغرام في عروض الأزياء

تحديد الجالسين في الصفّ الأمامي عِلمٌ بذاته:

- بدايةً يجري إحصاء عدد مقاعد الصفّ الأمامي، ومن ثمّ تقديرٌ تخميني لعدد المقاعد التي يجب تخصيصها لوسائل الإعلام، وتجّار التجزئة، وكبار الشخصيات، وأصدقاء العلامة التجارية. وبمجرّد تحديدها وتوزيعها، يبقى هناك دائماً صراعٌ داخلي حول من يجب أن يكون في الصفّ الأمامي.

- غالباً ما يجلس المشاهير المدعوّون إلى عرض في الصفّ الأمامي. وقد يكون هذا التدبير نتيجة تودّد المصمّمين لنجوم كبار، أو حتّى سبباً لتودّد لاحق، كما وقد يتمّ في بعض الأحيان دفع مبالغ لهم للحضور.

- أمّا النجوم الأقلّ شأناً، فيتنافسون على المقاعد كوسيلة يتمّ من خلالها ربطهم بأسبوع الموضة في وسائل الإعلام. وعادةً ما يجلس المشاهير معاً بمحاذاة منتصف منصّة العرض، حيث يمكن للمصوّرين التقاط صورة شاملة لهم جميعاً، تُعرف باسم "اللقطة المربحة".

- كما أنّ جميلات عالم الأزياء والمدوّنات و"أصدقاء العلامة التجارية" يندرجون في فئة الصفّ الأمامي.

 إقرئي أيضاً: أفضل 7 كلّيات أزياء في العالم

وسائل الإعلام

من ناحيتهم، ينال بعض أعضاء وسائل الإعلام حصّتهم من المقاعد المهمّة، حيث يجلس ممثّل واحد لكلّ منشورة رئيسية في الصفّ الأمامي خلال العروض. ولكنْ هناك تسلسل هرمي واضح في توزيع المقاعد، إذ يجلس رئيس التحرير في الصفّ الأمامي، ومدير التسويق معه إذا كان هناك مجال، وأحياناً يمكن لشخص مبتدئ أن يتولّى مراجعة العرض.

مثالٌ عليه رئيسة تحرير مجلّة "فوغ" Anna Wintour، التي تجلس بمحاذاة نهاية المدرّج إلى جانب المصوّرين، في النقطة التي تتوقّف فيها العارضات، لتتمكّن من إلقاء نظرة أطول على كلّ زيّ. كما أنّ هذه البقعة استراتيجيّة، لأنّها الأسهل إذا قصدت الخروج السريع من العرض، وهو تصرّف اعتدمته آنا وينتور موسماً بعد موسم.

أصحاب مدوّنات الأزياء
هناك مجموعة أخرى نالت الصفّ الأمامي، مع الكثير من الكلام حولها: مدوّنات مواقع الأناقة مثيلات لياندرا ميدين وإيميلي وايس وكيلي فريمل وكيارا فيرّاغني، اللواتي يجب أن تكون مواقع مقاعدهنّ جيّدة للحصول على أفضل محتوى لمواقعهنّ وأتباعهنّ على إنستغرام، وفيسبوك وتويتر؛ خصوصاً وأنّ القرّاء يتوقّعون صوراً أصليّة رائعة، وهذا ما لن تستطيع المدوّنات التقاطه جيّداً ما لم يكنّ جالسات في نقطة ممتازة قرب المنصّة.

وبطبيعة الحال، تكمن مشكلة وكلاء الدعاية في تحديد من سيجلس في الصفّ الأمامي في اعتقاد معظم حضور أسبوع الموضة أنّهم يستحقّون أفضل المقاعد.