الاكتئاب أسبابه تشخيصه وعلاجه
للإكتئاب أسبابٌ كثيرة تتجاوز مشاعر الحزن أو الإحساس بالكآبة، وهو من ضمن الأسباب الرئيسة للعجز في العالم. وهو يصيب 121 مليون شخص على مستوى العالم، هذا ويُقْدِم نحو 850000 شخص على الإنتحار سنويّاً 90% منهم مصابون بأمراض نفسيّة أبرزها الإكتئاب، نتيجة جهل المريض وأسرته، وعدم خضوعه للعلاج الصحيح. هذا المرض قد يصيب أيّ فرد، من الأطفال إلى المسنّين.
الأسباب
مع أنّ الأسباب المحدّدة للاكتئاب غير معروفة، إلاّ أنّ الدكتور عدنان مفتي، استشاري الطبّ النفسانيّ ومدير مستشفى الصحّة النفسيّة في جدّة يعتقد أنه قد يكون نتيجة تغيّرات في وظائف خلايا المخّ وإفرازها للموصلات العصبيّة بشكل غير طبيعي، تثيرها عوامل ضاغطة مسبّبة للتوتر، كموت شخص عزيز، أو فقدان وظيفة، أو مرضٍ عضال... إضافة إلى أنّ لبعض الناس ميلاً وراثيّاً للإصابة بالإكتئاب، وقد يزيد من خطر إصابة الإنسان به التقدير المتدنّي للذات والنزعة التشاؤميّة، وصعوبة التعامل مع الضغوط، كما والتعرّض المستمرّ للعنف والإهمال. وهناك أيضاً الإضطراب الوجدانيّ الموسميّ، وهو نوع من أنواع الإكتئاب يحدث أثناء شهور الشتاء. ويمكن أن ينتج الإكتئاب عن بعض الحالات الطبيّة مثل أورام المخ، القصور الدرقيّ، أو نقص الفيتامينات، أو استخدام بعض أنواع الأدوية. وهناك حالات تصيب النساء دون غيرهنّ، وهنّ أكثر تعرّضاً للمرض نتيجة التغيّر الهرموني، كاكتئاب ما بعد الولادة والذي قد يستمرّ لعدّة أسابيع أو أكثر، وقد تصاحبه أعراض ذهنيّة (هلوسة - معتقدات مرضيّة،)، ويصيب نحو 10% من النساء. وهناك اكتئاب سنّ اليأس وأعراض الإكتئاب المصاحبة لمتلازمة ما قبل الطمث.
اقرئي أيضاً المشي السريع للياقة والتخلّص من الاكتئاب
الوقاية
ويرى د. مفتي أنّه لا ينبغي أن يشعر المريض بالذنب لمعاناته من الإكتئاب، كما أنّ للعادات الصحّيّة دوراً كبيراً في الوقاية من الإكتئاب، كتناول غذاء متوازن غنيّ بالفاكهة والخضروات وأحماض أوميجا 3 الدهنيّة. كما يُنصح بتناول "أل – تايروزين" L-tyrosine، وهو حمض أمينيّ يساعد على إفراز المستقبلات العصبيّة. بالإضافة للمغنيسيوم والكالسيوم والفيتامين "ب" المركّب، والذي يُعتبر من أهمّ مقوياّت الخلايا العصبيّة.
إلى ذلك، يجب الحصول على قسطٍ وافر من الراحة أثناء الليل، حيث يتزامن مع الإكتئاب انخفاض مستوى هرمون الميلاتونين الطبيعيّ الذي يُفرَز أثناء النوم العميق؛ بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام أو تكريس نصف ساعة للمشي بالهواء الطلق، كما ينبغي أن يجد الشخص وسائل مناسبة للإسترخاء. ويمكن للإرشاد النفسيّ أن يمنع حدوث الإكتئاب، وذلك عن طريق تعلّم طرق جديدة للتعامل مع الأحداث الضاغطة، كما أنّ توفّر الدعم والترابط الإجتماعي مهمّان، خاصّةً لكبار السنّ.
التشخيص
ويشير د. مفتي أنّ تشخيص الإكتئاب يعتمد بشكل أساسيّ على الصورة الإكلينيكيّة للمريض، ويوجد بعض الإختبارات والمقاييس النفسيّة التي تساعد على تحديد درجة الإكتئاب وشدّته. ويصنَّف الإكتئاب الأكبر عند ظهور الحزن المستمرّ لمدّة أسبوعين على الأقلّ، أو فقدان الإهتمام والفرح بأشياء كانت ممتعة في ما مضى، إضافةً إلى وجود 3 أو 4 من الأعراض التالية:
- الشعور باليأس أو العجز.
- الشعور بالذنب أو انعدام القيمة الذاتيّة.
- الإعياء أو نقص في الطاقة.
- صعوبة التركيز أو التذكّر، واتخّاذ القرارات.
- الأرق والنهوض في الصباح الباكر.
- قلّة أو كثرة الشهيّة.
- أفكار عن الموت أو الإعتقاد بأنّ الموت أفضل من الحياة.
- التململ وحالات من الغضب.
- استمرار حصول أعراض بدنيّة، مثل الصداع والإضطرابات الهضميّة والألم المزمن.
اقرئي أيضاً أدوية الاكتئاب تطيح بالعلاقة الزوجيّة
العلاجات
يمكن لعقاقير مضادات الإكتئاب والعلاج النفسيّ المعرفيّ السلوكيّ معالجة 60 إلى 80% من مرضى الإكتئاب بنجاح، ودمجهما يعطي أفضل النتائج. وتؤكّد بعض المدارس في الطبّ النفسيّ أنّ العلاج النفسيّ هو الأكثر فعاليّةً على المدى الطويل.
- العلاج النفسيّ
يعلّم العلاج المعرفيّ السلوكيّ المريض على أفضل الوسائل لمكافحة الأفكار السلبيّة والتعامل معها، ويُعتبر من أكثر العلاجات غير الطبّيّة فعاليّةً.
- الرياضة
تخفّف الرياضة المنتظمة من أعراض الإكتئاب، كما تعزّز الشعور بالصحّة والعافية، ويمكن أن تساعد في منع حدوث نوبات اكتئاب متتالية.
- الأدوية
هناك أنواع مختلفة من مضادات الإكتئاب المتاحة، واختيار نوعيّة العلاج المناسبة تعتمد على عدّة عوامل يحدّدها الطبيب المتخصّص، كما يجب على المريض أن يدرك أنّ كلّ الأدوية تحتاج من أسبوع إلى عدّة أسابيع لإحداث أثر علاجيّ. ويجب التنويه هنا بأنّ استخدام الأدوية النفسيّة تحت الإشراف الطبّي لا يسبّب الإدمان، كما يعتقد بعض الناس، ويمكن إيقافها بكلّ سهولة عندما يوصي الطبيب المتخصّص بذلك وتحت إشرافه. كما توجد أنواع من الأدوية آمنة خاصّة للأمّهات المرضعات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة.
أضف تعليقا