معلومات عن تغيّر أحوال الرغبة عند المرأة

ولادة الشهوة الجنسيّة عن الرغبة تبقى أمراً غامضاً دائماً وغالبا ما يصعب تحليلها وفهمها أو حتى تقبّلها. مع ذلك، يجب التعامل معها وتقبّلها باعتبارها قوّة إيجابيّة وقويّة في الحياة.

كما أن الرغبة تشهد بعض المتغيرات لدى كثر من السيّدات. إليكِ أجوبة عن أحوال تقلّب الرغبة لديكِ.

 ما هو الفرق بين الشهوة الجنسيّة والرغبة الجنسية؟

الرغبة الجنسية هي شعور وعاطفة. وهي تنشأ في الدماغ. أما الشهوة أو الإثارة فهي التأثير الفعلي للرغبة الجنسيّة على الجسم.

هذا هو التجسيد العملي للرغبة. وكذلك الانتصاب لدى الرجل والإفرازات لدى النساء هي علامات الإثارة الجنسيّة.

الرغبة تسبق بطبيعة الحال الإثارة، فالرغبة تحدث في البداية وتؤدي إلى الإثارة. وحين لا يتم الربط أو الاتصال بين الاثنين، يمكن أن يتم الشعور بالرغبة ولكنها لا تتحوّل إلى الإثارة.

 هل هناك حقّاً هرمونات للرغبة لدى النساء؟

نعم، بالطبع. فهرمونات الاستروجين التي يتم إفرازها بكميات أكبر قبل الإباضة مؤاتية جداً للرغبة. فهي تزيد الرغبة وفقا لما أظهرته العديد من الدراسات.

تزيد الرغبة لدى المرء في لحظات الخصوبة، حيث تصبح لديها الرغبة في ممارسة الجنس في الوقت المناسب من أجل الإنجاب. وهرمون التستوستيرون الذكوري موجود أيضاً بكميّات أقل بكثير في مجرى الدم لدى النساء. ومع ذلك هذه الكميّات الصغيرة مفيدة جدّاً وفعّالة للغاية في تحفيز الرغبة. فحين تنخفض مستويات هذا الهرمون تقلّ الرغبة أيضاً.

اقرئي أيضاً سين جيم الرغبة عند الرجل والمرأة

وهذا ما يحدث حين تأخذ بعض النساء حبوب أساسها ملح حامض الخليك وهي تكافح حب الشباب وأيضاً تحبط التستوستيرون. هناك أيضاً هرمون يسمى البرولاكتين وهو يحبط الرغبة الجنسيّة. وحين يكون مستواه مرتفعاً (في بداية فترة الرضاعة مثلا أو بشكل غير طبيعي عند تناول بعض الأدوية) تتلاشى الرغبة. بالتالي فإن الرغبة لدى المرأة ليست نفسيّة فقط، فهي تعتمد أيضاً على هرمونات مختلفة.

هل هناك أدوية تزيد الرغبة الجنسيّة؟

لا، لا يوجد دواء من شأنه زيادة الرغبة الجنسية. ولكن هناك بعض الأدوية التي تسهم في تقليل الرغبة الجنسية: بعض العلاجات الهرمونية (مثل حبوب مكافحة حب الشباب) وبعض مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان.

من ناحية أخرى، حين يكون هناك مشكلة صحيّة، فإن بعض الأدوية التي تعالج هذه المشكلة قد تسهم في عودة الشهوة، خاصة العقاقير المضادة للبرولاكتين (Parlodel) أو التستوستيرون لدى الرجال الذين يعانون من سن اليأس الذكوري.

هل تقلّ الرغبة بشكل طبيعي بعد الحمل؟ وإذا كان الجواب نعم، بعد كم من الوقت تعود الرغبة؟

نعم، فبعد الحمل تقلّ الرغبة الجنسيّة لبعض الوقت. ويدوم هذا الوقت بين شهر إلى ثلاثة أشهر كحد أدنى... وقد يصل إلى عام دون أن يكون الأمر غير طبيعي.

ولانخفاض الرغبة الجنسية هذا عدة تفسيرات: ارتفاع مستوى البرولاكتين، هرمون الرضاعة الذي يقلّل الشهوة الجنسيّة، حالات الكآبة بعد الولادة، التعب جراء تقطّع النوم أو قلة النوم، التعب جراء الحمل أو الولادة، القلق والإجهاد بسبب المسؤوليات الجديدة، اضطراب توازن الحياة الزوجيّة جراء قدوم طفل جديد، صعوبة في تقبّل الشكل الجديد للجسم (انتفاخ البطن أو تورم الثديين أو زيادة الوزن)، الخ.

من المهم للغاية أن يفهم الزوج أنه عليه "إعادة إغواء" زوجته لكي تجد رغبتها من جديد.

اقرئي أيضاً ما هي الاختلافات في الرغبة بين الرجل والمرأة؟

كنت أرغب به أكثر بكثير في بداية علاقتنا. مع ذلك لا زلت أحبه. هل هذا طبيعي؟

نعم هذا طبيعي. فما يعطي الرغبة قوتها هو الاشتياق. فحين يشتاق المرء للآخر، تزيد الرغبة كثيراً. في بداية العلاقة، يكون هذا الاشتياق موجود دائماً، لأنهما لا يعيشان معاً، فالمسافة بينهما تصنع هذا الاشتياق. بعد ذلك حين تبدأ العلاقة لا يمكن معرفة ما سيحدث غداً.

وقد يتوقّف هذا الاتصال حين لا نعود نشعر بالأمان تماماً. وهنا يتعلّق الأمر أيضاً بالاشتياق الذي يشعل الرغبة.

بعد ذلك، حين تصبح العلاقة أكثر استقراراً، تستمر الرغبة ولكنها تغيّر طبيعتها.

ولكي تستمر العلاقة الزوجيّة يجب أن يكون الزوجان قادران على تحويل هذه الرغبة الناجمة عن الاشتياق إلى رغبة أكثر عمقاً تستند إلى الترابط.

والرغبة من هذا النوع أقلّ عنفاً وأكثر عمقاً وأكثر استقراراً وبالتالي أقلّ إذهالا. ولكنها على الرغم من ذلك قادرة على منح الكثير من المتعة أيضا.

 خانني زوجي وقد أيقظت غيرتي رغبتي به على الرغم أني كنت أعتقد أن مثل هذا الفعل سيقتل رغبتي. ما هو رأيك في ذلك؟

إن الاشتياق أو عدم القدرة على الحصول هو ما أدى إلى الرغبة. فحين يخون الحبيب، يشعر المرء، الذي كان يشعر بالأمان معه، بأنه لم يعد ملكه، وأن الحبيب حرّ وقد يقطع علاقته به. وفي هذه اللحظة تشعرين بقيمة ما كنت تشعرين به. وتدركين ما قد تفقدينه إذا تخلّى عنك وهذا يحفّز رغبتك. وتبدو قيمته بالنسبة لك كبيرة وتوجد رغبتك بعدم فقدانه زخماً قوياً. هذا رد فعل طبيعي تماما وكلاسيكي للغاية.

وعلينا أن نعرف أن قوة الرغبة التي قد تنشأ عن هذا تكون أحيانا مذهلة وغير متوقعة.

ولكن تشعر بعض النساء بالاشمئزاز من فكرة أن الشريك لمس امرأة أخرى، أو تنهار مكانته لديهنّ التي كانت عالية مما يجعلهنّ لا يشعرن بالرغبة. في الواقع، طالما أن الخيانة لم تحدث، لا يعرف المرء كيف ستكون ردة فعله.

ما الذي يمكن أن يحبط الرغبة الجنسية؟

مشكلة صحيّة أو دواء معين وأيضاً مشاكل بين الزوجين. بشكل عام، طالما أن هناك حياة تكون هناك شهوة جنسيّة.

ولكن يمكن أن تختفي هذه الرغبة من قبل مشاعر أخرى إذا كانت هذه المشاعر قوية جداً. فقد تكون تلك المشاعر هي الخوف أو اللامبالاة.

في العلاقة الزوجيّة، حين يكون هناك استياء كبير، تكون الرغبة ميّتة تقريباً.

إذا كانت الرغبة لديكِ في أدنى مستوياتها على الرغم أن صحّتكِ على ما يرام اسألي نفسك هذا السؤال: هل أشعر بالغضب من شريكي؟ وإذا كان الجواب نعم لماذا؟ إن السبب الجذري لفقدان الرغبة يكمن في إجابة هذا السؤال البسيط.