باسم ياخور وسامر المصري كسبا الرهان في "حرملك"
حلّ علينا مسلسل حرملك ضيفاً فخماً وسلسلاً منذ بداية شهر رمضان المبارك، حاملاً معه أبهى صور الدراما العربية بإمكانياتها الضخمة فنياً وإنتاجياً وتقنياً، مستضيفاً طيفاً كبيراً من نجوم الصف الأول في الدراما السورية والعربية ربما كان هو الأوسع على الإطلاق، متخلصاً من دراما النمطية التي تقدم مسلسل النجم الواحد أو النجمين.
لكن ما سبق لا ينفي ضرورة لفت الأنظار إلى أداء بعض النجوم على حد الخصوص، والذين أظهروا إمكانياتٍ متفردة ضمن العمل، ومن جملتهم، نجما الدراما السورية سامر المصري وباسم ياخور، واللذان يؤديان دور الشقيقين رسلان، فقدما للعمل نكهةً خاصةً، لم يكن ليكتمل من دونهما. وبالرغم من اعتيادنا على مشاهدة المصري وياخور ضمن أعمال درامية شامية، إلا أنهما بديا في حلةٍ مختلفة، كاسرين التوقعات التي سبقت عرض العمل، ومكللين إياها بالتناغم الواضح في الأداء ضمن المشاهد التي تجمع ما بينهما، وهي نقطة تؤخذ لصالح المخرج تامر إسحق في اختياره الموفق لكادر العمل، وعدم خوفه من الجمع بين نجوم كبار.
سامر المصري في حرملك
كما سبق وأشرنا فإننا نتعرف على النجمين ضمن سياق مسلسل حرملك بصفتهما الشقيقان هلال وهاشم رسلان، وهما من عائلة دمشقيةٍ بسيطة وتقليدية، تدفعهما ظروف الفقر إلى البحث عن موارد رزق مختلفة، وإيجاد السبل لإعالة أنفسهما والعائلة ضمن مساراتٍ لا تلتقي بالضرورة باختلاف شخصياتهما، لكن الأقدار أيضاً تشاء لهما الدخول في صراعٍ للحفاظ على سمعة العائلة حيث تهرب شقيقتهما أمينة ليلة زفافها من زوجها المرتقب حمدي القطان (عبد الهادي الصباغ) مع حبيبها نشأت (زهير قنوع) ما يفتح خطاً درامياً من التقلبات والتحولات.
أطوار ياخور المتغيرة
يمكننا عند متابعة شخصية هاشم رسلان، والتي يؤديها النجم باسم ياخور، رصد اضطرابها وتحولاتها، فتلك الشخصية الغاضبة والانفعالية تحمل في الوقت عينه بوصلةً أخلاقية تبدو واضحةً للمشاهد في الحلقات الأولى من العمل، وتتجلى في الكثير من الخلافات التي تنشب بينه وبين محيطه وبالأخص شقيقه الأكبر رسلان. من هنا استطاع ياخور أن ينقلنا بسلاسة في تحولات الشخصية المزاجية وانفعالاتها بأداء صادق ودون تكلف، حيث ترتفع وتيرة الغضب عند هاشم ويخبو بعدها ضعيفاً، بأشد ما يمكن أن يشكل تحدياً لإمكانيات الممثل الحقيقي وهو يرصد أطوار مختلفة من الأمزجة الإنسانية في مشهدٍ واحد.
سامر المصري كسب الرهاب
من جهته يعود النجم سامر المصري إلينا هذا الموسم الرمضاني كما أحببناه دوماً، مالئاً الشاشة الفضية بحضوره الجذاب وطيفه الواسع. وأقل ما يقال أنه استطاع كسب الرهان، فلم يكرر المصري نفسه، وفاق التوقعات ولفت الأنظار مجسداً شخصية هلال رسلان، رجل الحارة الذي يجمع ما بين الشهامة والوصولية، وبين النخوة والواقعية، لكن لا يمكن لمتابع الشخصية إلا وأن يلتفت لأداء المصري المميز في الإيماءات والإشارات، حيث استطاعت ملامح وجهه وحركة العيون والابتسامات من إضفاء نكهة خاصةً على أي حوار وإن لم تفقه في بعض الأحيان تعبيراً ووصولاً للمشاهد، حيث ترسم تفاصيل المشهد بخفة وسلاسة وتجعله أكثر واقعية وصدقاً.
في النهاية لا يمكن لنا الحكم بشكلٍ كامل على أداء النجمين ياخور والمصري، وعلى أداء نجوم حرملك، إلا مع نهاية الموسم الرمضاني، والأيام المقبلة كفيلة بأن تحمل معها الكثير من المفاجآت، وربما أسماء نجومٍ جديدة تسطع في سماء الدراما العربية.
أضف تعليقا