سعودية تحدّت الشلل وتسلقت اعلى القمم

قبل سبعة أعوام، تعرضت الشابة السعودية سوسن عبد الله لحادث مؤلم حين كانت تعمل في قسم الطوارئ. وقعت العينات التي كانت تحملها من يدها اليمنى بطريقة فجائية، ففقدت قدرتها على المشي، وبعد ذلك، دخلت في غيبوبة. تم تشخيصها بورمٍ نادر في الدماغ احتاج إلى عملية استئصال. اليوم، سوسن هي نموذج مثالي عن المرأة التي تخطت اعاقتها لتحقق انجازاً، وتصل لاعالي القمم.
أصيبت سوسن  بالشلل في جانبها الأيمن نتيجة ورم في الدماغ.  خضعت لعملية جراحية أدّت إلى تغير جذري في حياتها.إضافة الى اصابتها بالشلل، عانت من عمى جزئي، وفقدان بعض الذاكرة، بالإضافة إلى صعوبة في النطق، وحتى القدرة على التبسم.
رغم ذلك، قررت عبد الله تقوية نفسها. ولكن لم يكن الأمر سهلاً، إذ خضعت لمرحلة طويلة من العلاج الطبيعي عبرت خلالها العديد من المراحل، ومنها استخدام الكرسي المتحرك، إلى السير بعكاز حتى تمكنت من المشي لمسافاتٍ طويلة، وصعود السلالم.
ثم بدأ شعورها بالجرأة يزداد، فأصبحت تستكشف مختلف المغامرات في الهواء الطلق مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجة، والتسلق.

قبل عدة أعوام، كانت تحاول الوصول إلى قمة جدار خشبي كانت تتسلقه كجزءٍ من تدريباتها في غرفة العلاج الطبيعي، والآن تشغل السعودية نفسها بالأنشطة الرياضية، والمغامرات مثل المشي، وتسلق القمم، واستطاعت العام الماضي تسلق ثاني أعلى قمة في المملكة العربية السعودية.
تعتبر سوسن عبد الله الأنشطة الرياضية جزءاً لا يتجزأ من حياتها اليومية، فهي تحرص على ممارسة المشي، وركوب الدراجة. ولذلك، قد يصعب على المرء تخيّل ولو لوهلة أنها مرّت بفترات كثيرة من التعقيد والصعوبة في حياتها.!
وفي اليوم الوطني السعودي في العام 2017، استطاعت عبد الله الوصول إلى قمة جبل السودة الذي يعد ثاني أعلى قمة في المملكة العربية السعودية. ووصفت المتسلقة السعودية وصولها إلى القمة بعد رحلةٍ دامت 7 ساعات بـ”لحظةٍ سحرية”، وذلك ورغم مواجهتها لتحديات إضافية كونها لا لا تزال تعاني من العمى الجزئي وصعوبة في التوازن. كما استطاعت في يناير/كانون الثاني هذا العام من الوصول إلى قمة عقبة حميدة.
وفي المستقبل، تأمل عبد الله المشاركة في البطولات الاولمبية للسيدات في ألعاب طوكيو 2020