تأثير الصين على الموضة الغربية
شكّلت الصين ظاهرة ثقافية كبرى امتدّت على مدى خمسة آلاف سنة، بدايةً من اكتشافها لدودة الحرير خلال العصر الحجري (الألفية الرابعة قبل الميلاد)، حيث قام الحرفيون الصينيون بنسج الأقمشة الأكثر روعة بمطرّزات معقّدة كلّها مصنوعة يدويّاً، والتي تُعَدّ حتى يومنا هذا ثروة من الإلهام. وبمرور الوقت، بدأ المصمّمون الغربيون في دمج الرموز الثقافية الصينية في تصاميمهم: فلسفة كونفوشيوس، الخطّ الصيني، الخزف، أردية سلالة الإمبراطورية الصينية التي تتميّز بتنانين مطرّزة (رمز القوّة)، فنون الدفاع عن النفس مثل تاي تشي والكونغ فو، الطبّ الصيني والطعام، بما في ذلك أزهار اللوتس والبرقوق. ولاحقاً، وجدت لمسات أخرى، مثل معاطف الماندارين وسترات ماو، طريقها إلى مجموعات المصمّمين الغربيّين، فكيف أدخلوا ثقافة الشرق الأقصى هذه في مجموعاتهم؟
على سبيل المثال لا الحصر، أبرز المصمّمون حضارة الصين في مجموعات خريف 2011، وشوهد ذلك لدى رالف لورين Ralph Lauren ونعيم خان Naeem Khan، الذي استوحى مجموعته من كتاب The Silk Roads لكاتبه Peter Frankopan.
كما برزت في العام نفسه التأثيرات من الشرق الأقصى في مجموعة أوسكار دي لا رنتا Oscar de la Renta، الذي استخدم أنماطاً خاصّة من الزخارف الصينية على المعاطف والفساتين الحريرية.
وفي عام 2015، شهد حفل ميت غالا Met Gala في نيويورك موضة غلبت عليها الأجواء الروحانية، حيث كثرت الطلاسم التقليدية مثل التنانين والين يانغ والفراشات، كما أصبحت علامات الأبراج الصينية فرصة تسويقية لمصمّمي الأزياء الغربيين.
إقرئي ايضاً:
أضف تعليقا