«أمنا رويحة الجنة» لعبة أتقنتها الكاتبة على المشاهد
زمن جديد تكاد الدراما الخليجية تزج نفسها به مع عمل «أمنا رويحة الجنة»، من كتابة «الموهوبة» هبة مشاري حمادة، ورؤية المخرج محمد القفاص، في تعاون هو ليس الأول بينهما بعد نجاح «زوارة الخميس».
التميز في هذا العمل الذي استغرقت كتابته نحو ستة أشهر، بالنسبة لهبة أنه وأثناء كتابتها العمل دخلت في لعبة بارعة مع المشاهد؛ إذ سيرت الأحداث بعكس كل ما يجول في بالها، ويختلف بخطوطه الدرامية المتشابكة وبانفعالاته. أما بالنسبة للمشاهد فالاختلاف بدا بانتقاء القصة الغريبة والمشوقة التي وضعت الأم «فطوم» في مكان مختلف تماماً عما عرفه المشاهد الخليجي –تحديداً- والعربي عموماً.
وقد يكون بناء الحوار الجيد عقدة العديد من النصوص الدرامية في الخليج والذي يقلل من قيمة العمل، وهو ما بدا أن الكاتبة هبة اشتغلت عليه جيداً، حيث ظهرت المشاهد في معظمها ثرية وخالية من التصنع، ولإنجاح شخصية الأم المتناقضة القاسية والحنونة، الحريصة على أولادها والمهملة لهم، كان لابد من الاستعانة بالممثلة سعاد عبد الله، التي أضفت خبرتها وروحها في إنجاح الشخصية المثقلة بالانفعالات، مع كوميديا سمراء.
فيما يكمن ذكاء النص بجعل المشاهد ناقماً ومتعاطفاً في آن مع قصة البطلة «فطوم»، التي جعلتها الكاتبة المُخلّص لأبنائها السبع، الذين تخلت عنهم لنحو 30 عاماً. هذا مع تفوق كبير وخاص يحسب للابنين الفنان بشار الشطي «فاروق» أكبر أبناء «فطوم» في العمل، والفنانة هند البلوشي الابنة الصغرى العاقة لها، والداهية في التخطيط لأي مؤامرة في العمل. والمشاهد للعمل يُلاحظ أيضاً أداءً ومجهوداً كبيراً للأطفال فيه، فبرعوا في الظهور كشخصيات أساسية في المشاهد.
للكاتبة لعبتها، أما للمخرج القفاص فكانت له لعبة أخرى متناغمة لناحية ترجمة النص بانفعالاته وأبعاده إلى صورة ملموسة، تظهر قدراته الإخراجية العالية، واحترافيته باستخدام أدوات ورموز إخراجية جديدة لم تعتد عليها الدراما الخليجية، وحتى العربية في أكثرها.
ورغم نجاح العمل إلا أن هناك انتقاداً يظل يراود أي عمل خليجي، وهو الاهتمام الزائد لدى الممثلات بالأزياء والماكياج، والذي لا يخدم مشاهد كبيرة تبدو للمشاهد أنها لا تشبهه.
أضف تعليقا