مجوهرات "تيت دو مور" Tête de mort من Dior
"مهما كنت تفعل، سواء للعمل أو للمتعة، افعل ذلك بشغف! يجب أن تعيش بشغف!"، هذا ما قاله "كريستيان ديور" في "قاموس الموضة الصغير" Petit Dictionnaire de la Mode. وقد رافقته هذه الحكمة طوال مسيرته المهنيّة: كان شغوفاً بالفن، لذا أصبح صاحب صالة عرض في باريس، قبل أن يتعلّم مهنة تصميم الأزياء ويفتتح دار أزياء خاصة به بعد سنوات. اختار دائماً أن يعيش الحياة إلى أقصى حدّ، وأهمّ ما في الأمر أنّه كان يقوم بما يحبّ فعله.
مجموعة المجوهرات الجديدة "تيت دو مور" Tête de mort التي ابتكرتها "فيكتوار دو كاستيلان" مستوحاة من حبّ الحياة هذا وهي تُعيد إلى الأذهان العبارات اللاتينيّة "تذكّر أنك ستموت" Memento Mori و"انتهز الفرصة" Carpe Diem، وتذكّرنا هاتان العبارتان بأنّ علينا الاستفادة من كلّ لحظة.
وقد ظهر هذا الموضوع في عالم المديرة الفنية منذ سنة 2001، مع المجموعة الأولى التي حملت اسم "لا فيانسيه دو فامبير" La Fiancée du Vampire، وتعزّز ذلك سنة 2009، ببراعة، مع الابتكارات العشرين للمجوهرات الراقية ضمن مجموعة "رين إي روا" Reines et Rois ( 10خواتم، هذه هي الملكات، و10 قلادات، الملوك)، وهي كانت تجسّد الطابع الخالد للمجوهرات مقابل هشاشة الوجود البشريّ. سنة 2013، وبعيداً عن الأنماط السائدة، استمرّت مجموعة المجوهرات "تيت دو مور" Tête de mort على هذا النهج وارتقت مجدداً بالمهارة الحرفيّة لمشاغل "ديور" Dior إلى مستويات غير مسبوقة من خلال طرح طرازات بالأحجار المتلألئة تمّ تصميمها بدقّة فائقة. هذه المجموعة الثمينة، التي تضمّ شخصيات غامضة، استقبلت هذه السنة ثلاثة خواتم وثلاث قلادات من مجموعة "تيت دو مور" Tête de mort، التي لا تكشف عن كلّ أسرارها من النظرة الأولى. إن ألقينا نظرة عن كثب، نكتشف أنّ الطراز المصنوع من الذهب الأصفر والجمشت مزيّن بنبتة نفل صغيرة من العقيق الأخضر، في إشارة إلى التعاويذ الجالبة للحظ لـ"كريستيان ديور"، بينما الطراز المصنوع من الذهب الأبيض والعقيق الأزرق مزيّن بتاج من زنبقة الوادي، إحدى الأزهار التي كان يعشقها المصمّم والتي اعتاد على تزيين ثيابه بها أو كان يضعها في حاشية فساتين التصاميم المترفة "أوت كوتور". ونجد أيضاً قلوباً صغيرة محفورة في الناحية الخلفيّة، أو بشكل غير متناسق على جسم الجوهرة، وهي تنبض بقوّة أكبر من كلّ شيء آخر، وهي أشبه برسالة مفعمة بالسعادة والفرح موجّهة إلى مالكها. ووراء اختيار الألوان تختبئ معضلة جديدة، لأنّ كلّ لون يرمز إلى حالة نفسيّة معيّنة: القوّة يرمز إليها الأزرق الداكن للعقيق، الهدوء يرمز إليه الزهريّ الخفيف للكوارتز، والتوازن يرمز إليه البنفسجيّ المرهف للجمشت. اختارت الدار هذه الأحجار بسبب لونها الطبيعيّ الباستيل والعميق، قبل أن يتمّ نحتها يدوياً لتكشف عن التفاصيل الدقيقة لجمالها الخلاب.
هذه التناغمات بين الألوان المرهفة والذهب الأبيض، الزهريّ أو الأصفر تشكّل مجموعة فريدة تسحر الألباب.
أضف تعليقا