قد يبدو جبل Yanar Dağ الواقع في شبه جزيرة مطلة على بحر قزوين، شمال دايجيه Digah في أذربيجان، كغيره من الجبال مع قمة اعتيادية، ولكن ما أن تلتفتي إلى أسفله، حتى تفاجئك ألسنة النار التي تشكل ما يشبه الجدار، والغريب في الأمر، بأن هذه النار لم تنطفئ منذ 2000 عام، مقاومة الثلوج والأمطار، حتى سمي هذا الجبل بـ"جبل النار"، وهو اليوم واحدٌ من أهم الوجهات السياحية في باكو عاصمة أذربيجان.
ما السر وراء اشتعال الجبل؟
لفّت الأساطير والخرافات والغموض جبل النار، الذي تلتهب شعلته منذ قديم الزمان ودونما انقطاع، حتى تمكن العلماء من إيجاد تفسير علمي لهذه الظاهرة النادرة، التي تشابهت مع ظواهر أخرى حول العالم؛ إذ يقبع هذا الجبل فوق أرض نفطية ذات تركيبة حجرية غير متناسقة، أدت إلى تسرب الغاز الطبيعي عبر شروخه، ومن ثم اشتعاله لاحقاً على السطح بفعل الضغط الشديد.
واليوم يقصد السياح جبل النار للتمتع بمنظره الفريد وبحرارته الدافئة في أيام الشتاء، حيث سيجدون في محيطه آثاراً تاريخية كصخرة الموسيقى المجوفة، وبعض الحاويات الخزفية الطينية القديمة التي استخدمت لحفظ وتبريد الماء وسقي الحيوانات والغسيل وغيرها من النشاطات، فضلاً عن الينابيع المائية الساخنة التي باتت تستخدم في جلسات علاجية لمن يحتاجها.
وقد استغلت السلطات الأذربيجانية هذا الموقع السياحي بجعله مقراً لإقامة حفلات موسيقية وعروض تقليدية وتراثية للتعريف بثقافة البلد، وهناك ستجدين مقهى يقابل بطاولاته ألسنة اللهب؛ حيث ستتمكنين من شرب الشاي الأذربيجاني التقليدي مع المربى والاستمتاع بهذه الظاهرة النادرة.
أضف تعليقا