"روكسانا" تحدّت مجتمعها لتكون المسلمة الوحيدة بطلة ال"مواي تاي"
لم يعد الرجال وحدهم يحتكرون رياضة الملاكمة في العالم، وخصوصاً في العالم العربي. كثيرات هن السيدات اللواتي قررن خوض معارك عنيفة ودموية، وقد برعن في خوض بطولات عالمية. بعض البلدان، كالاكوادار مثلاً أدرجت هذه الرياضة للنساء وذلك لحماية أنفسهن من الاغتصاب، كذلك فعلت دول أخرى. إلا أن هناك من فضّل احتراف هذه الرياضة. روكسانا بيغوم (35 عام)، وهي بريطانية مسلمة من أصل بنغلادشي، اختارت أن تكون مختلفة، فوصلت إلى العالمية لتكون المسلمة الوحيدة التي تحترف ملاكمة رياضة "مواي تاي"، وهي رياضة تايلاندية يسيطر عليها الطابع الذكوري.
روكسانا بيجوم هي واحدة من أفضل المقاتلين بملاكمة الـ"مواي تاي" في العالم، والمسلمة الوحيدة التي تحمل لقب بطولة "الكيك بوكسينغ". لم تتحدى فقط مجتمعها بل ايضاً عائلتها لتصبح ملاكمة محترفة.
تعيش روكسانا في بريطانيا، وكانت قد بدأت ممارسة الملاكمة، وهي في عمر الثامنة عشرة. حينها خاضت تدريبات مكثفة بشكل سري، ولسنوات عديدة، خشيةً من معرفة عائلتها للامر، باعتبار أنها تنتمي الى مجتمع محافظ، لا يتقبّل فكرة أن تمارس المرأة هذا النوع من الرياضة.
كان الشعور بالذنب يراودها كل هذه الفترة. لم يعد بإمكانها إخفاء الامر عن عائلتها، فعاشت صراع داخلي لعدة سنوات. كانت روكسانا مقتنعة أنها تخالف تعاليم ديانتها، في الوقت الذي لم يكن بإمكانها التخلّي عن رياضة قرّرت المغامرة من أجلها. وفي إحدى المرات، وبعد عودتها من التمرينات، سألها والدها " لماذا تمشي مثل الملاكمات". حينها ادركت ضرورة مصارحتهم بالأمر. ظلت تعيش هذه الحياة المزدوجة لفترة، إلا أن قررت أن تحضر والدها إلى صالة الألعاب، ليكتشف الأمر بنفسه.
كانت المهمة صعبة في البداية، لكن سرعان ما تأقلمت العائلة مع الفكرة، حين اكتشفت ان ابنتهم تمارس هذه الرياضة بجدية اليوم، تتصدر صورة روكسانا أغلفة المجلات والصحف، وكانت قد حلّت ضيفة على قنوات أجنبية مثل " بي.بي.سي" و"سكاي نيوز" و"سي . أن. أن".
صمّم التايلانديون رياضة "مواي تاي" كأحد انواع فنون الحرب، وكانوا يستخدموها للدفاع عن بلدهم. تعتمد اللعبة على الحركة بسرعة كبيرة، ووتيرة كاملة، وقوة قصوى. وهي من أصعب الرياضات في العالم، وقليلات هن النساء اللواتي يمارسن هذه الرياضة.
أضف تعليقا