الطفلة اليتيمة فاطمة من محل لتصليح الدراجات إلى نجمة سوشال ميديا
من طفلة صغيرة تعمل في محل لتصليح السيارات لتحصّل قوت يومها، تحلم بأن تصبح مصفّفة شعر، أن ترتدي ملابس جميلة، إلى نجمة في مواقع التواصل الاجتماعي، تناقل مئات الآلاف صورها وفيديوهاتها، وتفاعلوا مع حلمها وتأثروا بوضعها البائس، بعد أن أرغمتها ظروف الحياة على العمل رغماً عن أنف الطّفولة.
كيف بدأت قصّة فاطمة، وكيف تحوّلت من فتاة فقيرة إلى نجمة في غضون 24 ساعة؟
"وهاي فطوم صارت عند جو رعد". عنوان لفيديو قام العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنشره، أما بطلته فهي الطفة فاطمة (12 سنة) اليتيمة الأب التي تحولت من طفلة تعمل في تصليح الدراجات الى نجمة مواقع التواصل، بعد انتشار صور بائسة من مكان متهالك هو منزل تقطن فيه ويعكس الظروف المعيشية التي تواجهها يومياً مع عائلتها.
تغريدة واحدة على موقع "تويتر" كانت كفيلة لتشرح وضع فاطمة المأساوي، إقام أحد المغردين بنشر صوراً تصف الحالة المذرية التي تعيشها فاطمة مع عائلتها التي لا تملك أدنى حقوق العيش الكريم.
أمنيات فاطمة خجولة. قررت العمل في تصليح السيارات والدراجات النارية لتعيل عائلتها. تخلّت عن طفولتها لتؤمن لقمة العيش. لم تكن تدرك أن حياتها قد تتبدّل بين ليلة وضحاها، فالطفلة التي كانت تحبس أحلامها، سرعان ما كشفت عنها بعدما انتشرت قصتها، لتنال تضامناً واسعاً.
تحلم فاطمة بأن تصبح مصففة شعر. استحوذت قصتها على اهتمام الفنان جو رعد ، الذي بدوره دعا اصحاب التغريدات المتضامنة مع الطفلة مساعدته للوصول اليها.
لم يتطلب الامر سوى ساعات قليلة حتى اجتمعت فاطمة مع الفنان جو رعد الذي تبنى قضيتها وتكفّل بتعليمها مهنة تصفيف الشعر.
لا يسمح وضع عائلة فاطمة الاجتماعي بأن تشعر هذه الطفلة بفرحة العيد. فالمال الذي تجنيه اسبوعياً يكاد لا يكفي لتأمين القوت اليومي. وها هي ايام قبل حلول عيد الأضحى المبارك، تخلّصت من كابوس عمل لا يليق بطفولتها البريئة، لتبدأ صفحة جديدة تعيد إليها أمل الطفولة. هي التي تمنّت متابعة دراستها، وامتنعت عن ذلك لتعيل عائلتها.
لم يتوقف الأمر عند مساعدة الفنان جو رعد وحده لفاطمة، بل قام عدد من الناشطين بإطلاق حملة لجمع أكبر عدد ممكن من الالبسة وتقديمها لفاطمة وإخوتها. كذلك قام المعنيون بالحملة بمناشدة أصحاب الخير بتجهيز منزل العائلة الذي يفتقد كل شيء. لا أثاث، لا أدوات منزلية، لا كهرباء ولا مياه.
كما تكفّلت وزارة الشؤون الاجتماعية لتعيدها إلى المدرسة، على أن تتعلم مهنة تصفيف الشعر كل سبت خلال العطلة الأسبوعية، لتتمكن من التمرّس بها منذ صغرها، إلا إذا أخذتها ظروف الحياة نحو مهنة أخرى قد تجد نفسها فيها مستقبلاً.
لم تنكسر فاطمة رغم فقرها. لم تمدّ يدها لأحد. شاء القدر أن تصبح يتيمة، فتحمّلت مسؤولية إخوتها ووالدتها ، إلا أن الحياة ضحكت لها من جديد، لتتخلى عن مهنتة ذكورية بحت، وتبدأ مسيرتها في تعلم فنون تصفيف الشعر. ومن يعلم قد تدخل فاطمة يوماً عالم الشهرة، تماماً كما حصل مع جو رعد الذي حضر الى لبنان طفلاً يتيماً، قبل ان يحالفه الحظ ويصبح شخصاً مشهوراً.
أضف تعليقا