حكم صيام المرأة الحامل إذا نزل منها دم
تقول امرأة: «إنني صمت شهر رمضان كله، وأنا عندي شك حيث عندي جنين في بطني ومعي نزيف، وأنا الآن صحتي ضعيفة، ولا أستطيع الصيام، فإذا لم يصح صيامي، فماذا أفعل؟».
وكان رد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله قائلاً: «إذا صامت المرأة وفي بطنها جنين ومعها نزيف الدم فصومها صحيح؛ لأن هذا النزيف الذي معها وهي حامل لا يؤثر شيئاً، ولا يعتبر حيضاً ولا نفاساً؛ لأن الولد موجود في البطن فليس بنفاس وليس بحيض؛ لأن الغالب أن الحامل لا تحيض، وعلى قول من قال: إن الحامل قد تحيض، يشترطون أن يكون الدم مستقيماً على عادته الأولى، فإذا كانت المرأة التي سألت عن هذا السؤال إنما دمها ملتبس عليها ومتغير ونزيف يتقطع ويختلف ليس على عادته الأولى القديمة التي تراها قبل الحمل، هذا كله دم فاسد، وصومها صحيح، وليس عليها قضاء الصوم والحمد لله؛ لأن الدم الذي مع الحامل في الغالب يكون دماً فاسداً مختلاً، يزيد وينقص ويتقدم ويتأخر ويتنوع فهو لا يعتبر حيضاً، أما لو قدر أنه على حالته الأولى قبل الحمل، على حالته لم يتغير، يأتي على عادته، فهنا قال بعض أهل العلم: إنه حيض وأن عليها أن تجلس ولا تصوم، قاله جماعة من العلماء، وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه ولو كان على عادته وعلى حاله الأولى لا يعتبر، وأن الحامل لا تحيض، هذا قول مشهور عند أهل العلم؛ لكن الغالب أن الحامل يأتيها دم مضطرب متغير، نزيف لا يستقر له قرار، فهذا لا يعتبر عند الجميع ولا يلتفت إليه بل صومها صحيح وصلاتها صحيحة، وعليها في هذه الحالة أن تتحفظ بقطن ونحوه، وتتوضأ لوقت كل صلاة، إذا دخل الوقت تتوضأ لكل صلاة، وتصلي بطهارتها ولو أن الدم لا يزال يخرج معها؛ لأنها مبتلاة بهذا الشيء مثل صاحب السلس، سلس البول، مثل المستحاضة التي ليست بحامل، سواء بسواء، هذا الدم الجاري معها دم فاسد لا يضرها، لكنها تستنجى من بعد دخول الوقت، وتتوضأ وضوء الصلاة، وتصلي على حسب حالها، وإذا جمعت بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فلا بأس. نعم.
أضف تعليقا