Thierry Wasser الأنف الحصري لدار Guerlain في حديث خاص لـ"الجميلة"
لكلّ أنف وردة يعشقها ويفضّلها عن غيرها من الورود. عشق تييري فاسر Thierry Wasser الأوّل هو وردة بلغاريا، حيث يزور سنويّاً حقولها ويستنشق أريجها وعبقها، وهي ما تزال معلّقة على أغصانها. في شهر يونيو الماضي، وهي الفترة التي تزهر فيها هذه الوردة، زارت "الجميلة" حقول كارلوفو البلغاريّة، برفقة تييري فاسر، ومن هناك كان هذا الحوار الممزوج بعبق هذه الوردة، سرّ نجاح أشهر عطور دار "غيرلان".
حدّثنا عن شعورك الآن وأنت تستنشق عبق وردتك المفضّلة؟
لحظة استنشاقي لعبق هذه الوردة هي أجمل لحظات حياتي، ويختلف هذا الشعور من سنة لأخرى، فأنا أقوم بزيارة هذه الحقول منذ خمس سنوات، وفي كلّ سنة أشعر بإحساس مختلف. ذاكرة الشمّ لديّ تحتفظ بخصائص مميّزة لكلّ زيارة، ربّما يبدو هذا الأمر غير واقعيّ، ولكنْ هذه هي الحقيقة. والأمر الأكثر غرابة هو أنّني أتفاجأ في كلّ زيارة، إذ لم تُخِب وردة بلغاريا أملي ولو مرّة واحدة، خلال السنوات الخمس الماضية.
هل الأشخاص الذين تتعامل معهم هنا في بلغاريا يقاسمونك نفس الحبّ الذي تكنّه لهذه الوردة؟
لقد أصبحوا أصدقائي، فمنذ خمس سنوات ونحن نلتقي ونقضي أيّام الزيارة مع بعضنا. هم لا يفهمون الفرنسيّة وأنا لا أتحدّث البلغارية، ولكنّنا على الرغم من ذلك نفهم بعضنا البعض، لأنّ الذي جمعنا وجعل منّا أصدقاء هو حبّ هذه الوردة الجميلة، الغنيّة بعبقها.
ما هو برنامج هذه الزيارة؟
بعد زيارتي لهذه الحقول، والاطمئنان على مدى كثافة وتفتّح هذه الزهرة، التي تكون في قمّة تفتّحها ما بين شهر مايو ويونيو، وبعد استنشاقي لعبقها الذي، كما تلاحظين، عطّر هواء الحقول كلّها، سننتظر مجيء القاطفين الذين سيقومون بقطفها وهي في قمّة انتعاشها. من هنا سنذهب إلى مصنع التقطير، وهو غير بعيد عن هذه الحقول. هناك تتمّ عمليّة تقطير هذه الوردة، حيث نحصل على أوّل حصيلة زيت معطّر Oil Extract يدخل في تركيبة بعض العطور التي أعمل على تحضيرها في مختبري في باريس.
ما هي أشهر عطور "غيرلان" التي تحتوي على مركّز وردة بلغاريا؟
هناك عطرا "إيديّ"Idylle و"لا بوتيت روب نوار" La Petite Robe Noire، وهما عطران يحتاجان إلى نسبة كبيرة من مركّز هذه الوردة. لهذا، من المهمّ جدّاً بالنسبة لي الحفاظ على نوعيّة جيّدة وكمّيات كبيرة من هذه الوردة لضمان إنتاج هذه العطور كلّ سنة.
هل صحيح أنّك ورثت حبّ وردة بلغاريا من جان-بول غيرلان؟
نعم، أعترف بذلك. لأنّني أحب كثيراً هذه الوردة، وهذا الحبّ تلقّنته وورثته من جان-بول غيرلان، وهو بدوره سمع جدّه يتحدّث عن وردة بلغاريا. إلى اليوم، هذه الوردة صاحبت ثلاثة أجيال من عائلة "غيرلان".
من المعروف عنك أنّك تسافر كثيراً بهدف البحث عن عناصر مكوّنات جديدة للعطور التي تصمّمها، ومن بينها بعض البلدان العربية.
هذا صحيح، أنا لا أكتفي فقط بوردة بلغاريا. فخلال شهر مايو الفائت، ذهبت إلى مدينة غراس في جنوب فرنسا من أجل زهرة أنتيفوليا، أو، كما يسمّيها البعض، "زهرة مايو"، من أجل إنتاج عطر "شاليمار"Shalimar ، الذي أواصل إنتاجه وفاءً لِجاك غيرلان. كما زرت تركيا للحصول على كمّيات من الوردة الدمشقيّة. ومنذ أربع سنوات، سافرت كذلك إلى إيران، وتوجّهت إلى أصفهان، المشهورة بورودها، حيث استعملت مستخلصها في مجموعة "صحراء الشرق" Désert d’Orient.
قمت بتصميم عطور تحمل نفحة شرقيّة بامتياز، هل استعملت مستخلص وردة بلغاريا فيها؟
صمّمت مجموعة "صحراء الشرق" من العود ومستخلص وردة أصفهان. فأنا أحبّ كثيراً العطور الشرقيّة وأجد تركيبة العود بمستخلص الورود والقرفة رائعة، وهذه الأخيرة كانت منطلق عطر "روز ناكري دو ديزير" Rose Nacrée du Désert.
ما الذي يشدّك أكثر خلال الأسفار التي تقوم بها؟
بالنسبة لي، كلّ ما أقوم به يبدأ من قصص إنسانية وعاطفية مهمّة جدّاً. طوال تجربتي المهنيّة، التقيت بأشخاص رائعين، وتعاملت مع آخرين أوفياء، ومع مرور الوقت أصبحوا أصدقاء لي، وأحتفظ معهم بعلاقات مميّزة جدّاً، تسمح لي بالحصول على الأجود والأفضل.
أضف تعليقا