صور أبرز الزيجات ومراسم الزفاف في العائلة المالكة البريطانية
يترقب الشعب البريطاني الزفاف الملكي للأمير هاري وخطيبته ميغان ماركل؛ ليكمل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من حفلات الزفاف الملكية بالمملكة المتحدة، فمن قطع الرؤوس وزواج الأطفال في العصور الوسطى، إلى قران دوق ودوقة كامبريدج أمام المليارات من مشاهدي التليفزيون.
وفي هذا التقرير نلقي نظرة على أبرز تلك اللحظات وأهمها:
الزفاف الأبيض
لا تعتبر الملكة فيكتوريا واحدة من أشهر ملوك بريطانيا فحسب، لكنها أيضاً ساهمت في تغيير أسلوب زواج الملايين من الناس حول العالم.
تزوجت الملكة فيكتوريا من الأمير ألبرت عام 1940، بعد فترة وجيزة من بداية حكمها الممتد لـ63 عاماً، وهو ثاني أطول حكم في إنجلترا بعد الملكة إليزابيث الثانية.
وكان حفل الزفاف باذخاً كما تتوقعه لملكة، وحضره نحو 400 مليون شخص، وارتدت الملكة حينها فستاناً من الحرير الأبيض، وهو ما لم يكن معهوداً في تلك الفترة.
وكانت العرائس في ذلك الوقت يملن إلى ارتداء عباءات ملونة مطرزة برسومات ذهبية أو فضية.
وعلى الرغم من أن فيكتوريا لم تكن الأولى التي ترتدي اللون الأبيض في زفافها، اشتهرت العروس بأنها أول من ارتدت هذا اللون في العالم، وساعدت في نشر هذا الاتجاه بين العرائس واختيار الملابس البيضاء.
أضخم جمهور على الإطلاق
كان حفل زفاف الأمير وليام وكاثرين ميدلتون حدثاً ضخماً للدرجة التي جعلت وصيفة الشرف الرئيسية في الحفل، وهي شقيقة العروس «بيبا»، تحظى بشهرة عالمية.
وذكرت عشرات الصحف والمواقع أن نحو ملياري شخص حول العالم شاهدوا الحفل الذي أقيم عام 2011.
لكن من المستحيل إحصاء عدد الناس الذين يشاهدون حدثاً مباشراً بدقة، لذلك قد يكون هذا من الأخبار المبالغ فيها.
وجاءت التقديرات الخاصة بعدد جماهير حفل زواج دوق ودوقة كامبريدج حتى قبل إقامة الحفل.
وظهر الرقم أول مرة في إيجاز صحفي لوزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية حول توقعاتها لحجم المشاركين المتوقع في الحفل.
وبعد انتهاء الحفل، تداولت وسائل إعلام رقم ملياري شخص كحقيقة ثابتة.
ومهما كان رقم المشاركين، كان تقريباً أكبر بكثير من 750 مليون شخص (وهو كذلك رقم تقديري) الذين شاهدوا حفل زواج الأمير تشارلز والليدي ديانا سبنسر.
الأقل رومانسية
وربما تبدأ قصص الزواج الملكي في هذه الأيام بوقوع الزوجين في الحب؛ لكنها منذ قرون مضت كانت غالباً ما تكون نتاج تخطيط سياسي على غرار ما جاء في فيلم لعبة العروش ولبناء التحالفات.
عندما تزوجت ملكة إنجلترا ماري الأولى بملك إسبانيا، الملك فيليب، عام 1554، عقد الزوجان آمالهما في تحسين النفوذ الدولي لبلديهما وتعزيز الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا.
ولم تحتل الرومانسية أهمية كبيرة، وكان وفود ملك إسبانيا يقولون صراحة إن «الزواج لم يكن نتيجة اعتبارات جسدية بل لمواجهة اضطرابات هذه المملكة».
وعندما ماتت الملكة ماري بعد أربع سنوات فقط من الزواج، كان قد مر أكثر من سنة تقريباً على آخر مرة رآها الملك فيليب.
وقال الملك فيليب بفتور، في خطاب إلى شقيقته: «شعرت بأسف نسبي لموتها». ولم يكن الموضوع الرئيسي للخطاب موت زوجته، إنما المفاوضات الدبلوماسية مع فرنسا.
وحاول الملك فيليب في وقت لاحق اجتياح إنجلترا وتنصيب نفسه ملكاً.
عرس التقشف
كان زواج الملكة إليزابيث الثانية ودوق إدنبرة مناسبة رسمية ضخمة في كنيسة وستمنستر، بحضور 2000 ضيف، من بينهم ملوك وملكات من أنحاء العالم.
وعلى الرغم من عظمة الحدث، جرت مراسم الحفل عام 1974، في وقت كانت لا تزال فيه بريطانيا في فترة الترشيد الاقتصادي التي جاءت في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
واضطرت الأميرة إليزابيث آنذاك (التي أصبحت ملكة بعد ذلك بخمسة أعوام) إلى استخدام الكوبونات الخاصة بحصص الملابس للمساعدة في شراء فستانها.
لكن وضعها كعضوة في الأسرة الملكية كان له بعض مزاياه؛ إذ تلقت الأميرة إليزابيث بدلاً خاصاً لها.
وأعلنت الحكومة في ذلك الوقت أنها ستتلقى 100 كوبون إضافي، وكذلك منح وصيفاتها وصبيان العروس بدلاً إضافياً.
كما أرسل المهنئون من أنحاء بريطانيا كوبونات ملابسهم أملاً في أن تساعد الأميرة إليزابيث في حفل زفافها.
لكن القوانين الصارمة الخاصة بالترشيد جعلت هذا الأمر صعباً؛ إذ كان يجب إعادة جميع الكوبونات؛ لأنه لم يكن من القانوني استخدام كوبونات يمتلكها شخص آخر.
الأكثر زواجاً
يشتهر الملك هنري الثامن بأنه أكثر ملوك إنجلترا زواجاً، وربما كان الملك الذي لا ترغب النساء في الزواج منه.
وتزوج الملك هنري أولى زوجاته، وهي أرملة شقيقه، كاثرين أوف أراغون عام 1509.
وبعد حملها بنتاً (الملكة ماري الأولى لاحقاً)، وليس ولداً، طُلقت الملكة في خطوة اعتبرت بمثابة انفصال لبريطانيا عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
ثم تزوج الملك هنري من آن بولين، التي ولدت له هي الأخرى بنتاً (الملكة إليزابيث الأولى لاحقاً)، قبل أن تُعدم بعد إدانتها بتهم ملفقة بالزنا.
كانت جين سيمور زوجته التالية، التي أنجبت له أخيراً ولداً، لكنها توفيت بعد وقت قصير من الولادة.
ثم تزوج هنري آن كليفز في محاولة لكسب تأييد النبلاء البروتستانت في ألمانيا؛ لكنه طلقها بعد ستة أشهر.
وعند اقترابه من سن 50 عاماً، كانت الزوجة التالية لهنري، الشابة المراهقة كاثرين هوارد، التي أعدمها الملك بعد عامين من الزواج.
وكانت آخر زوجات هنري كاثرين بار، وهو الزواج الذي استمر حتى وفاة الملك عام 1547.
الأكثر نسوية
كان زواج الأمير تشارلز والليدي ديانا سبنسر عام 1981 حفل زفاف ملكي بارز، لعدة أسباب، مثل ارتداء العروس فستاناً أطول من أي فستان ارتدته ملكة أو أميرة؛ إذ بلغ طول ذيله ثمانية أمتار، وقيل إنه الأغلى ثمناً على الإطلاق بتكلفة بلغت 100 مليون دولار.
لكن تلك الفترة شهدت طفرة نسوية؛ إذ كان الحفل هو الأول الذي لم تتعهد فيه العروس الملكية بـ«طاعة» زوجها.
وانفصلت أميرة ويلز عن زوجها الأمير تشارلز عام 1992، وانتقدت علانية قدرته على تولي إدارة التاج الملكي، كما انتقدت العائلة المالكة ومستشاريها.
كذلك اعترفت ديانا بارتكاب الزنا.
وانفصل الزوجان عام 1996، وتوفيت أميرة ويلز، التي كانت تحظى في ذلك الوقت بشهرة عالمية، في حادث سير عام 1997.
الأصغر:
وكان ديفيد الثاني، ملك أسكتلندا، في سن الرابعة عندما تزوج من «جون أوف تاور» التي كانت تبلغ سبعة أعوام، في عام 1328.
ولم يكن ديفيد ملكاً في ذلك الوقت، وكان عليه أن ينتظر حتى يكمل الخامسة لتولي تلك المسؤولية، لكنه كان يعيش وسط صراع سياسي دولي على السلطة.
وتعرف ديفيد على زوجته خلال اتفاقية سلام وقعت بين إنجلترا وأسكتلندا، في صورة أقرب ما تكون إلى مواقع المواعدة على الإنترنت في القرن الحادي والعشرين.
وبعد سنوات قليلة، غزا ديفيد إنجلترا التي حكمها فيما بعد صهره.
وانتهى الأمر بديفيد سجيناً لمدة 11 عاماً، وعندما أُطلق سراحه، لم يرَ زوجته أبداً.
أضف تعليقا