في السعودية هل تحول التدوين من هواية إلى مهنة؟
يتنوّع التدوين في عالم الشبكة العنكبوتيّة ووسائل التواصل الاجتماعي، فكلّ من له هواية معيّنة أو شغف بأمر ما وأحبّ أن يشارك الآخرين به، يتّجه إلى تدوين تجربته، إمّا عن طريق كتابتها أو مشاركتها كفيديو على اليوتيوب أو يوميّات عبر السناب شات. تتعدّد الطرق ويبقى التدوين ظاهرة يتّسم فيها عصرنا الحالي، ومع تزايد وكثرة المدوّنين واتّجاه الشركات الإعلانية لاستقطابهم، تحوّل الأمر من شغف إلى مهنة تدرّ الأرباح لدى بعضهم. فكيف ترى مدوِّنات الموضة السعوديّات حال هذا العمل؟ هل يستطعن الاعتماد عليه أم ما زال غير واضح المعالم؟ "الجميلة" تحاور بعضاً منهنّ للاطّلاع على تجاربهنّ وآرائهنّ والصعوبات التي تواجههنّ.
القدرة على التعليم الذاتي الجيّد
أسماء المالكي
حسابها على الإنستغرام: thatredlip@
عدد المتابعين: 68.5K
عمرها: 28 عاماً.
تخصّصها: خرّيجة أدب إنكليزي.
مجال التدوين: في عالم الموضة والجمال، وكلّ شيء تريد أن تبدي رأيها فيه، فهي تحبّ أن تتشارك مع الآخرين تجاربها.
تقول أسماء المالكي: "بدايةً انتقلت من وظيفتي، بعد أن كنت مشرفة في مدرسة، إلى الاعتماد كلّياً على مهنة التدوين على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها الفيديوهات اليوتيوبيّة. وقد بدأت بالتدوين حتّى من قبل أن تظهر وسائل التواصل الاجتماعي، فالإنترنت أعطى مساحة كبيرة لكلّ من أراد أن يعبّر عن أيّ شيء يريده. ولقد استطعت أن أكتسب خبرتي بعالم التدوين الخاصّ بالموضة من عروض الأزياء العالمية، والطّلاع الواسع على تاريخ الأزياء والموضة والمصمّمين، ومن المجلّات والمواقع المتخصّصة. كما اكتسبت خبرة من التغذية البصريّة المهمّة جدّاً في تحسين الذوق، وبالطبع من القراءة في هذا المجال بكثرة".
وتتابع قولها: "إنّ عالم الموضة في المجتمع العربي بدأ يظهر عليه الوعي والنضج، فبالتأكيد نحن لم نصل إلى المستوى العالمي بعد في طرح المحتوى، ولكنّنا أصبحنا نسير في خطىً ثابتة نحوه. فالمجتمع لدينا قد اختلف كثيراً عمّا كان عليه في السابق".
وعند سؤالها عن كيفيّة تحوّل شغفها إلى مهنة، تقول: "عندما بدأتْ تأتيني الطلبات من الشركات المهتمّة بصنع تغطيات إعلامية أو دعايات لمنتج ما لديها، هنا بدأ شغفي يتحوّل إلى مهنة أمارسها يوميّاً".
وعن حال مدوّنات الموضة والجمال في السعودية، تقول: "نحن مهضومو الحقوق بسبب عدم ارتكاز سوق الموضة هنا، واعتماده على مدينة دبي، حيث إنّ دور الأزياء تطلق من هناك مجموعاتها الجديدة، على الرغم من أنّ السوق السعودية تعَدّ الأكبر كقوّة شرائيّة. لذلك أتمنّى أن يتمّ الاعتراف بهذه المهنة رسميّاً، أو أن يكون لنا كيان تأسيسي على سبيل المثال. نحن كمدوِّنات نتعب كثيراً في صناعة المحتوى، وأتمنّى من جميع الشركات والمجلّات، كما نحن نتحدث عنها ونسلّط الضوء عليها، أن تتحدّث في المقابل عنّا أيضاً".
وعن طبيعة عملها تقول: "عمل المدوِّنة ليس له علاقة باختصاصها الجامعي، فهناك الكثير من
المدوِّنات العالميات ممّن وصلن لملايين المتابعين اللواتي لم تكن لدراستهنّ صلة بما قدّمنه فيما بعد. ويتعلّق هذا الأمر بمدى قدرة كلّ مدوِّنة على العمل بشكل جيّد وتطوير الأفكار الإبداعية التي تمتلكها. فالمتتبّع يشعر بما نقدّمه أوّلاً وأخيراً، وله الفضل في هذه المسألة، لذلك يعتمد التدوين برأيي على القدرة على التعليم الذاتي الجيّد".
وتختم بقولها: "أريد أن أطلب من خلال منبر "الجميلة" أن تتواصل معنا الشركات بنسبة أكبر وأن تتعامل معنا باحترافيّة أكثر، فنحن نعمل بجهد كبير نستحقّ عليه التقدير".
العبرة ليست بالعدد وإنّما بالتأثير
المها
حسابها على الإنستغرام: almaha_beauty_@
عدد المتابعين: 26.6K
عمرها: 34 عاماً.
تخصّصها: حاصلة على بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية.
مجال التدوين: في عالم الجمال والعناية بالبشرة، وتشارك متابعاتها يوميّاتها.
تقول المها: "عندما يكون الشغف هو المحرّك الأساسي لشيء ما نقوم به، تصبح النتيجة النهائيّة ممتازة، وهذا ما حدث تماماً معي؛ فمشاركة الآخرين ما أقوم به هو أمر كان قبل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنّني كنت أشارك صديقاتي وأخواتي عندما أجرّب منتجاً جديداً. وما يحدث ببساطة هو اختلاف الوسيلة في التعبير فقط، لذلك إنّ نظرة المجتمع تجاه هذه المهنة لا تزال قاصرة. كما أنّ الناس لا يأخذونها على محمل الجدّ، لذا لا أستطيع أن أعتبرها مهنة قائمة بحدّ ذاتها بعد. سبب آخر أنّ بعض الشركات التي تتعامل معنا وتستقطبنا لا نتقاضى منها أجراً ماديّاً، وكأنّ ما نقوم به لا يكلّفنا تعباً وجهداً وسهراً. فالمدوِّنات السعوديّات مهضومات الحقوق، مقارنةً مع مدوِّنات خليجيّات يعشن على مقربة منّا. وهذا الأمر ليس غريباً، لأنّ ما ينقصنا في مجتمعنا هو الخبرات والاطّلاع على عالم التدوين في الخارج، وعلى مدى ثقله في عالم صحافة الموضة".
وتتابع فتقول: "من المشاكل الأخرى التي نواجهها النظرة غير الناضجة، فالشركات تنظر فقط إلى عدد المتابعين، حيث إنّ هناك الكثير من المدوِّنين الذين يمتلكون عدداً كبيراً من أرقام المتابعين، ولكنْ ليس لهم تأثير لافتقارهم للمصداقيّة. وفي المقابل، هناك مدوِّنون عدد متابعيهم قليل نسبيّاً، ولكنّهم يمتلكون تأثيراً قويّاً عليهم، لأنّهم على مقربة منهم؛ فالعبرة ليست بالعدد وإنّما بالتأثير.
وأتمنّى بأن يتمّ الاعتراف بهذه المهنة رسميّاً، وأن يتمّ تنظيمنا ووضع حدّ أعلى وأدنى للأجور، لأنّ هنالك من يحصلون على أسعار مبالغ بها، وهناك من لا يحصلون على شيء البتّة".
إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك
مقدرة المدوِّنة على التطوير والابتكار
شيماء هاشم
حسابها على الإنستغرام: shaimabeauty_@
عدد المتابعين: 28K.
عمرها: 23 عاماً.
تخصّصها: حاصة على بكالوريوس في إدارة المستشفيات.
مجال التدوين: عالم الجمال والمكياج.
تقول: "أنا أحبّ المكياج كثيراً مذ كنت صغيرة، وسبب اتّجاهي إلى التدوين في هذا المجال هو رغبتي بإسداء النصائح والمعلومات للسيّدات عن أمور كنت قد جرّبتها، ولأنّني أحبّ أن تعمّ الفائدة الأخريات. ويتميّز مجتمعنا حالياً بزيادة الوعي بهذا العالم عمّا كان عليه سابقاً. وأرى أنّ المجتمع بات يتقبّل مهنة التدوين في مجال الجمال والموضة، وهذا الأمر يسعدني كثيراً، بل وحالياً أصبحت بالنسبة للكثير من المدوِّنات مهنة خاصّة، وسبب ذلك كثرة المتجاوبين. ونحن كمدوِّنات ساهمنا كثيراً في إثراء محتوى الموضة والجمال باللغة العربية، خصوصاً أنّه في السابق إذا كنّا نريد عمل بحث عن منتج ما، لم نكن نجد عنه أيّ معلومات مفيدة باللغة العربيّة، لذا يمكن القول إنّ المحتوى العربي مختلف اليوم عمّا كان عليه سابقاً، وهو بات في مرحلة متطوّرة لا بأس بها.
وتضيف: "يعتمد نجاحنا كمدوِّنات على مقدرتنا المستمرّة في التطوير والابتكار، سواء في طريقة عرض المعلومات والصور والفيديوهات، أو في خيار المواضيع المطروحة. وأتمنّى أن نحظى باهتمام أوسع وأن تكون هناك جهة مسؤولة عنّا".
التدوين عالم متسارع ... ولا مجال فيه للتوقّف
مروة سمرقندي
حسابها على الإنستغرام: murmur_blog@
عدد المتابعين: 14.3K
تخصّصها: حاصلة على بكالوريوس في تقنيّة المعلومات وماجستير في إدارة الأعمال
مجال التدوين: الجمال والمكياج.
تقول: "أعتقد بأنّ كلّ مدوِّنة أيّاً كان مجالها، في الطبخ أو السفر أو المكياج أو الموضة، قد بدأت التدوين بدافع من شغفها الذي يتغذّى من تفاعل الناس معها على شبكات التواصل الاجتماعي. وقد تحوّل هذا الشغف لدى البعض إلى عمل يقومون به، بينما ما زال لدى البعض الآخر هواية فقط. إلى ذلك، تثق الفتاة إجمالاً بفتاة مثلها، لذلك أجد متابعاتي يتفاعلن مع ما أقدّمه لهنّ، مع العلم أنّني أمتلك عملي الخاصّ بعيداً عن التدوين".
وتتابع: "مؤخّراً بتّ أرى في مجتمعنا تحسّناً مستمرّاً في التدوين الذي يغطّي عالم الجمال والموضة؛ وعلى الرغم من كثرة المدوِّنات، بات من السهل للمتلقّي كشف من الذي يقلّد الآخر بسبب كثرة الاطلاع وتأثيره على درجة الوعي في مجتمعنا. هذه الظاهرة قفزت بهذا المجال في نقلات نوعيّة متسارعة".
وعن مستقبل التدوين، تضيف سمرقندي: "علينا كمدوِّنات أن نطوّر أنفسنا دوماً، لأنّ هذا العالم يحتاج إلى التجديد باستمرار. وأتوقّع أن يتمّ إدراج هذا التخصّص تحت قسم الإعلام كقسم فرعي (صحافة الموضة). على أنّ مِن أشد الصعوبات التي نواجهها أنّ التدوين عالم سريع، بمعنى أنّه لا مجال فيه للتوقّف، لأنّ هذا يعني عدم ملاحقة ركب الموضة المتسارع، وانخفاض درجة الوعي في ما يخصّ الجرائم الإلكترونية المرتكبة".
أهمّية وجود شركات راعية ومنسّقة
عبلة السلمي
حسابها على الإنستغرام: ab00la@
عدد متابعيها: 44K.
عمرها: 27 عاماً.
تخصّصها: حاصلة على شهادة جامعيّة.
مجال التدوين: الجمال والمكياج.
تقول: "من أهمّ الأمور التي تنقصنا كمدوِّنات هو وجود شركات راعية ومنسّقة تدعمنا عمليّاً ومادّياً، حتّى يتسنّى لنا التفرّغ للإبداع في صنع المحتوى. حتّى لو كانت حالنا اليوم مقارنةً بالسابق تُعَدّ جيّدة، إلّا أنّها ليست الأفضل.
فمهنة التدوين في عالمنا العربي بدأت بكثافة منذ عام 2011، لذا تُعتبر جديدة نوعاً ما، وأرى أنّنا رغم قصر هذه المدّة، وصلنا إلى مرحلة متقدّمة وجيّدة، وبالطبع نطمح للمزيد.
وتضيف: "التدوين عبارة عن مجال يشبه الصحافة؛ ولأنّ كلّ مدوِّنة متخصّصة في مجال معيّن، أقترح أن نتعلّم فقط أصول الكتابة الجيّدة، ولا داعٍ لاستحداث تخصّص جامعيّ له علاقة بهذه المهنة".
إقرئي ايضاً:
المصممة السعودية رنا إسماعيل: أزياء تحاكي الفخامة وتعانق التميز
مصممتا العبايات آلاء عبد الجبار ونسيبة الشيخ: "تصاميمنا وجهة للمرأة الأنيقة المتفردة والمتميزة"
أضف تعليقا