في ذكرى وفاة فؤاد بخش.. عمل نجارًا وترك دراسته ليتكفل بمصاريف إخوته
هو واحد من أهم نجوم الخليج العربي، قدم عددًا لا يستهان به من الأعمال الفنية نجح من خلالها في تكوين قاعدة شعبية ومحبين من مختلف أنحاء الوطن العربي؛ لذا ففي مثل هذه الأيام التي تحل فيها ذكرى وفاة الفنان الراحل فؤاد بخش يتذكر جمهوره أبرز أعماله ومواقفه الإنسانية العديدة.
في السابع من شهر نوفمبر 2016 توفي النجم الخليجي الشهير فؤاد بخش تاركًا وراءه تراثًا فنيًّا والعديد من المواقف الإنسانية التي تحكي عنها ابنته دانة في حوار قديم لها بقولها: «عاش والدي طفولته ومرحلة شبابه في مكة المكرمة، في بداية حياته عمل في أكثر من مهنة منها النجارة؛ لأن والده كان يمتهنها في ذلك الوقت، لكن جدي لم يكن يرغب في أن يستمر ابنه في عمل النجارة؛ فطالما تمنى أن يراه شرطيًّا. وبالفعل نجح والدي في تحقيق حلم جدي والتحق بمدرسة الشرطة في مكة المكرمة في السبعينيات».
وتكمل دانة حكيها بقولها: «يا للأسف! لم تأتِ الرياح بما اشتهت السفن وقتها؛ فبعد وفاة جدي -رحمة الله عليه- اضطر والدي إلى ترك دراسته من أجل العمل والإنفاق على إخوته، لكنه لم يشعر بأي ضيق تجاه ما فعله؛ فكان يتعامل معه باعتباره واجبًا عليه».
حديث دانة عن بخش لم يكن الأول من نوعه؛ فمعظم من حوله لهم حكايات شبيهة تعكس مدى إنسانيته خلال حياته، ابن خالته وصديقه «محمد متولي»، على سبيل المثال، حكى ذات مرة عن بخش في لقاء سابق له قائلاً: «كنا في موسم الحج، وفي أثناء اتجاهنا إلى المسجد الحرام لأداء المناسك صادفنا أنه يوم كسوة الكعبة التي كان بابها مفتوحًا في ذلك اليوم في مشهد لن ننساه ما حيينا.
فوجئنا وقتها ببخش يتجه إلى الكعبة الشريفة مباشرة، ويدخل من بابها، ويشارك في لبس الكعبة بكسوتها الجديدة، أعتقد أنه من المواقف التي لن تُنسى، وأدعو الله تعالى أن تضاف مواقفه الإنسانية والطيبة إلى ميزان حسناته».
مواقف فؤاد بخش الإنسانية لا تنتهي، ويحكي عنها المقربون منه رغم مرور سنوات طوال عليها وكأنها قد مرت عليهم البارحة تمامًا كما يتذكر جمهوره أعماله الفنية وكأنها عرضت بالأمس. رحل فؤاد بخش وترك وراءه رصيدًا من الأعمال الفنية والإنسانية لن ينساه جمهوره ولا محبوه ولا المقربون منه ممن عاصروه سواء من الأهل أو الأصدقاء.
أضف تعليقا