كركلا تعود للكويت بـ"إبحار في الزمن " على طريق الحرير
يستضيف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على خشبة المسرح الوطني نهاية هذا الأسبوع، يومي الخميس والجمعة 26 – 27 أكتوبر 2017، استعراض "إبحار في الزمن" على طريق الحرير من أداء مسرح كركلا الاستعراضي الشهير، وعملاً غنائياً استعراضياً يبحر جغرافيًّا وتاريخيًّا على طول طريق الحرير؛ لإحياء أحداث مرت بتاريخ البشر، وأغنت الحياة الإنسانية بعلاقات حضارية وثقافية عميقة، أسهمت في تشكيل مسار شعوب وعهود مختلفة.
ويجمع هذا الإبداع المسرحي بين أذواق فنية متنوعة، لأنه آتٍ من خلف الأفق البعيد، من طريق المسافات الطويلة، ومن عادات وحضارات الشعوب على اختلاف قومياتها وأعراقها.
ويشارك في هذا العمل، إلى جانب فريق مسرح كركلّا، فرق من الصين والهند وإيران؛ ونجوم ومواهب فنية من لبنان، مثل السيدة هدى حداد، وإيلي شويري، وجوزيف عازار، وسيمون عبيد، والصوت التراثي هادي خليل؛ بالإضافة إلى الممثلين الكبار رفعت طربيه، ومنير معاصري، وإلكو داوود، ونبيل كرم، وعلي الزين، وروميو الهاشم وغيرهم. وتولى إيفان كركلّا إخراج هذا العمل الكبير، وكتب له السيناريو والحوار عبدالحليم كركلّا، وصممت الكوريغرافيا أليسار كركلّا.
ويؤمن فريق كركلا بأن كل عمل فني جديد يتجدد معه نبض الحياة؛ فالحياة هي المسرح والمسرح هو مرآة الحياة ومنارتها.
موجز قصة"إبحار في الزمن"
في بعلبك، مدينة الشمس التاريخية، يزور هياكلها سياح من جنسيات مختلفة، يظهر شاب من بينهم اسمه تيمور، ينفرد من بين رفاقه إثر مشاهدته رجلاً مسناً تملؤه الغرابة... فيلحق به ليجد نفسه أمام عرش جوبيتر.. إله المعابد!
جوبيتر، القدر الآتي من الغيب يبحث عن شخص مرصود يبث فيه العزم ليضيء أمامه نور الإنسانية وشغف المغامرة، وقد أدرك أن هذا الشاب مُقدر له أن يصنع مجداً جديداً.
جوبيتر، ينقل تيمور بالزمن إلى الماضي البعيد.. ويروي له قصة الميدالية التي يحملها على صدره، ومغامرة جده تيمور الكبير على طريق الحرير.
وها نحن في الزمن الماضي، نشاهد عرساً فولكلورياً، يدور خلاله جدال بين أهل الضيعة المنقسمين بين موافق ومعارض على إرسال بعثة جديدة نحو أقاصي الأرض، وذلك بعد أن باءت الرحلة الأولى بالفشل؛ وهنا يتقدم تيمور الجد، ليقود هذه المغامرة على طريق الحرير.
وصوب الشرق أبحرت السفينة نحو بلاد عُمان؛ بحثاً عن ابن ماجد أمير البحار ليكون مرشداً لهم في رحلتهم.
يتابعون المسيرة نحو بلاد الهند أرض المحبة والسلام، وصولاً إلى أسوار المدينة القديمة شيّان، في بلاد الصين؛ حيث يتم إلقاء القبض على جميع أعضاء البعثة. إلا أنه سرعان ما يأمر الإمبراطور بالإفراج عنهم، بعد أن يدرك أن مهمتهم سلمية تحمل عنوان الصداقة بين الشعوب، وخصوصاً أنهم من بلاد الحرف... من لبنان.
يقام احتفال كبير ترحيباً بهم؛ حيث يقدم الإمبراطور ميدالية لتيمور الجد، تحمل الختم الإمبراطوري؛ لتكون ذكرى لهذه المغامرة.
بفرح وعنفوان، ينطلقون عائدين إلى موطنهم متجاوزين أخطار صحراء تكلا مكان المظلمة التي لا يتجرأ أي مغامر على اجتيازها؛ ليصلوا من بعدها إلى بلاد فارس أرض التاريخ والحضارات؛ متابعين إبحارهم حتى تتراءى لهم شواطئ لبنان وأرزه الشامخ...
بالتهليل والزغاريد يستقبل الأهالي أبناءهم وضيوفهم العائدين معهم من أطراف بلاد الأرض، مجسدين بنجاح هذه المغامرة العظيمة ليصبح طريق الحرير جسراً لتلاقي حضارات الشعوب... شعب الأرض، إنسان واحد.
وها هو جوبيتر يعود بتيمور إلى الزمن الحاضر، وينهي حكايته، قائلاً: "روح يا تيمور.. وتلاقى مع قدرك.. ضوّي شعلة الماضي، وجدد مغامرة جدك، لتكون رمزاً لمجد الإنسانية من جديد".
من جانبه قال مؤسس كركلا المايسترو عبد الحليم كركلا": "الإنسانُ عبرَ تاريخِهِ الطويلِ تواقٌ دوماً إلى قراءة حروفِ الأمسِ، ولعل هذا ما يحفزهُ على كتابةِ الحاضرِ والمستقبلِ ومعاصرةِ حركةِ الزمانِ.
إن رسالة كركلّا هي الإبحارُ في ذاكرةِ التراثِ؛ بحثا عن القيمِ الإنسانيةِ ذات الأبعادِ الجماليةِ؛ لإحياء مسرحٍ عربي معاصرٍ.
وعالم الفن روادهُ صُنّاعُ الإبداعِ، الذين من خلال رؤاهُم تستمرُ مسيرةُ الحضارة.
لقد أمضيتُ مسيرتي حاملاً رسالة ثقافية لوطننا العربي، محاولاً معها القبضَ على اللاممكنِ في سبيلِ خلقِ أعمالٍ فنيةٍ تحمل الدهشة والجمال. من صهيلِ الخيولِ العربية الأصيلة، إلى عاداتنا وتقاليدنا، ولدت هويةُ مسرحِ كركلّا.
كركلّا يقطفُ من شجرةِ الشمسِ ثمارَ النورِ، ومن أساطيرِ الزمانِ حكايات الأمسِ، ليرسمَ فيها حلم الشرق؛ كي تبقى راية الثقافة العربية ترفرفُ حولَ الأرضِ، وتحطُ رحالَها في مدنِ الحضارات، التي تعبقُ بفنونِ العالمِ الخالدةِ، حيثُ يُكرسُ الفنُ قيمتَهُ، رمزاً لرقي الشعوب".
مسرح كركلا الاستعراضي
تأسس عام 1968 على يد المايسترو عبدالحليم كركلا؛ ليصبح بعدها المسرح الاستعراضي الأكبر والأهم والأكثر تميزاً في الشرق الأوسط. حيث طور لغة جسدية بناءً على قواعد مارثا جراهام في الرقص ودمجها بالتقاليد العربية المميزة ليقدم لنا أسلوب كركلا الفريد.
قدم مسرح كركلا عروضه في أهم المسارح العالمية وأبرز العواصم الثقافية، مثل مركز جون كينيدي للفنون الأدائية في واشنطن دي سي، وكارنيجي هول في نيويورك، والمركز الوطني للفنون الأدائية في بكين، وسادلر ويلز في لندن ولندن كوليسيوم، ومسرح الشانزليزيه في باريس، ومسرح أوساكا الوطني، وأوبرا ريو دي جانيرو وساو باولو، والأوبرا الملكية العمانية، وأوبرا فرانكفورت، وكوالا لمبور جراند أوديتيوريوم.
ومنذ عام 1968، قدمت كركلا أكثر من ستة عشر عرض باليه وموسيقى، منها ما هو مقتبس من مسرحيات شكسبير حلم ليلة صيف، وترويض النمرة، وجعجعة بلا طحن.
وبحصولها على العديد من الجوائز الرفيعة المستوى، استحوذت كركلا على الاهتمام العالمي، بطابعها الشرقي بثرائه وغموضه، المدعوم بأحدث التقنيات العالمية.
ويتعاون مسرح كركلا مع فنانين معروفين عالمياً ورواد في عالم الفنون الأدائية، كما تمتلك مبنى مسرح خاص بها ومدرسة رقص لاحتضان الأجيال الجديدة الباحثة عن فرصة في مجال المسرح الاستعراضي.
أضف تعليقا