الفن للفن... عنوان عروض الخياطة الراقية
بلغت "مَسرحة" عرض الأزياء ذروتها في الاستعراض الراقص، ورائدته إلى جانب بول بواريه Paul Poiret، المصمّمة الفرنسيّة جانّ باكان Jeanne Paquin وتحفتها عرض Tango Tea، المستوحى من رقص التانغو؛ هي التي اشتهرت بوضعيّة العارضة ذات الوركين المائلين إلى الأمام والكتفين الهابطتين مع يدٍ في الجيب أو على الخصر وأخرى متحرّكة، وضعيّة ابتكرتها الراقصة الاستعراضيّة إيرين كاسيل Irène Castle وكرّسته في عالم عروض الأزياء مصمّمة العشرينيّات كوكو شانيل Coco Chanel.
هذا التحرّر البارز الذي دخل عقر دار الخياطة الراقية مهّد لعروضٍ أكثر تعقيداً بات الفنّ محورها. بدايةً مع الإيطاليّة إلسا سكاباريلّي Elsa Schiaparelli، التي أطلقت مجموعاتٍ لأزياء يجمع تصاميم كلٍّ منها موضوعٌ معيّن يتجلّى في خطوط مشتركة بين الإطلالة والأخرى، مقدّمةً إيّاها في عروضٍ لم تبخل عليها بالموسيقى والإضاءة ورقم لكلّ إطلالة، في أجواء من البهجة والمرح مستلهَمة من عروض السيرك، أو معقّدة في رموزها ومستقاة من فنّ السرياليّة.
منها إلى حقبة الستينيّات المفصليّة، وروّادها باكو رابان Paco Rabanne وبيار كاردان Pierre Cardin وآندريه كورّيج André Courrèges، الذين طوّروا فنّ الـHappening في عروضهم، والذي يقوم على حدثٍ، فنّي في إطاره ومرتجل في أحيان، يُصبح معه المُشاهِد شريكاً في صنعه، ولو رغماً عنه. من هنا انبثقت "مفهوميّة" العرض، حتّى باتت لكلّ دارٍ بصمتها الترويجيّة في فلك الموضة التنافسيّ و"علامتها" الخاصّة.
إقرئي أيضاً:
الخياطة الراقية: أيّ أنامل تحبكها؟
أضف تعليقا