الجماع: ما عدد المرات المثالي؟
لا شكّ في أن العلاقة الحميمة تشكل جزءًا مهماً جداً من حياة كل ثنائي. لذا، لا بدّ من الاهتمام بها وعدم إهمالها. ولعلّ السؤال الأبرز الذي يُطرح هنا هو: ما عدد المرات التي يجب أن تقام فيها هذه العلاقة لتكون مثالية وناجحة؟ وماذا في حال تراجعت رغبة أحد الزوجين؟
العدد المتوسطي السنوي المثالي لعمليات الجماع هو 144 بحسب دراسة أجريت في العام 2003، أي بمعدل 2.67 مرة أسبوعياً. لكن هذه ليست قاعدة! فقد أظهرت دراسة نفسية فرنسية أنه في حال كان الزوجان يقيمان العلاقة الحميمة بمعدل 13 مرة شهرياً في بداية زواجهما، فإنهما يبلغان مرحلة من الاستقرار على هذا الصعيد بعد أن تمر على هذا الزواج 5 سنوات، إذ يكتفيان بـ9 مرات شهرياً. وهذا المعدل يختلف أيضاً تبعاً للمراحل والظروف التي تشهدها الحياة المشتركة: البداية، ولادة الطفل، الانتقال إلى منزل جديد،... فبرأي الاختصاصيين، كلما تمكن الزوجان من تحقيق الاستقرار لأسباب خارجة على العلاقة الحميمة، ينخفض عدد مرات الجماع.
اقرئي أيضاً العوامل المؤثرة على حاجة المرأة الجنسية
الظروف
نعم، نعلم جيداً أن المتزوجين حديثاً يقيمون العلاقة الحميمة أكثر من غيرهم. ولعلّ هذا يعود إلى ارتفاع مستوى الرغبة لديهم مقارنة بالأشخاص الذين مضت على زواجهم سنوات عدة. وهو أمر طبيعي جداً. فمع مرور السنوات ولا سيما في ظل تعاظم الانشغالات ووجود الأطفال، تتضاءل المساحة الحميمة المتاحة للزوجين. فماذا لو أصر الطفل على النوم في غرفة والديه؟ وماذا لو كانت الزوجة تشعر بالتعب الشديد نتيجة الجهود التي بذلتها خلال النهار؟
عدم الانتظام
عادة ما لا يحدد الزوجان أوقاتاً للقيام بالعلاقة الحميمة، فقد يفعلان ذلك لمدة أسبوع ثم يتوقفان لمدة شهر أو قد يكتفيان بمرة واحدة أو مرتين أسبوعياً أو قد يقومان بالعلاقة يوماً بعد يوم وربما تحول دون ذلك ظروف معينة مثل الذهاب لزيارة الأهل أو استقبال بعض الضيوف. إذاً، في هذه الحالات، ليس من استراتيجية محددة يمكن أن تحكم الحياة الجنسية للزوجين. وهكذا لا يسعهما الالتزام بعدد محدد من المرات.
اختلاف المفاهيم
نعم، قد يختلف مفهوم العلاقة الحميمة لدى الرجل عنه لدى المرأة. فقد تفضل الأخيرة المداعبة وتبادل المشاعر بينما يرغب الرجل في إتمام العلاقة الكاملة! وهكذا قد تعتقد هي في الواقع أنها تعيش حياة حميمة نوعية، فيما يشكو هو من أن ذلك لا يلبي حاجته.
اقرئي أيضاً العلاقة الجنسية بين الوهم والحقيقة
عدد المرات أم النوعية؟
من المفيد أن نعلم أن عدد المرات ليس أكثر أهمية من نوعية العلاقة الحميمة، ويقصد بهذا العواطف والمشاعر التي تتخلل هذه العملية. أما عدد المرات المناسب، فهو ذلك الذي يناسب الزوجين ويلبي رغباتهما معاً. إلا أن المشكلة الحقيقية قد تكمن في تراجع الرغبة لديهما أو لدى أي منهما حيث يقول أي منهما للآخر: «ألا تفكر (ين) إلا بهذا الأمر؟» أو «لم ترغب (ي) يوماً في القيام بهذا الأمر! ». في هذه الحالة، لا بدّ من بدء الحوار والتحدث عن المشكلة بصراحة لكي يعبر كل منهما عما يشعر به ويعرب للآخر عما يريده فعلاً.
أضف تعليقا