التوتّر يفسد الصحّة
أرق، شدّ عضلي، أو زكام لا يشفى... كلّها عوارض ناجمة عن التوتّر، لا تتعايشي معها، بل حاولي التخلّص منها باتّباع نظام صحيّ متكامل.
لماذا نشعر بالتوتّر؟
هناك سبب شائع واحد لشعورنا بالتوتّر: الناس اليوم يعملون أكثر مما ينبغي. وفي الصناعات التنافسيّة، ينتهي الإنسان إلى أن يصبح تنافسيّاً ويروح يعمل ساعات أطول.
تحت الجلد: كيف ينتقل التوتّر
يعرف أيّ شخص لديه موعد تسليم في اللحظة الأخيرة لعمل ما، أو عرض تقديمي مهم جدّاً أنّ التوتّر يبدأ في العقل، ولكنّه لا يبقى عند هذه النقطة. فحين يحدّد الدماغ أنّ هناك موقفاً مثيراً للتوتّر، يرسل رسالة للغدد الكظريّة لإفراز مواد كيميائيّة مثل الأدرينالين، الذي يتحرّك بسرعة حول الجسم، مما يجعل نبضات القلب أسرع، ويؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم وتسارع التنفّس وتوسّع حدقتي العينين. بالإضافة إلى ذلك، يتمّ إفراز هورمونات تبطئ الوظائف التي تعتبر ضروريّة خلال الوضع المثير للتوتّر، مثل الجهاز التناسلي والجهاز المناعي. وحين يحدث كلّ هذا، يصبح الجسم في حالة تأهّب، ومستعدّاً لأي شيء، ولكن كلّما زاد تحوّله إلى هذه الحالة، كان التأثير أكثر ضرراً. والاستجابة للتوتّر مصمّمة كي تكون حادّة جداً، ولفترة قصيرة، كي يكون الجسم مستعدّاً لمواجهة العامل الذي يسبّب التوتّر. والمشكلة في بعض تغيّرات أسلوب الحياة هي أنّ مسبّبات التوتّر هذه أصبحت تراكميّة ودائمة ولا تتوقّف.
اقرئي أيضاً اقهري التوتّر بالغذاء والمشروبات
لغة الجسد: العوارض
حتى لو ظّلت الحالة المثيرة للتوتّر هذه عدة أسابيع فقط، سيبدأ جسمك بالشعور بالعوارض الجسديّة: الصداع الناجم عن التوتّر والأرق، وعدم انتظام أنماط تناول الطعام. ولتعويض هذا، يلجأ الكثيرون إلى عدة أمور ضارّة مثل التدخين أو شرب الكحول أو تناول الوجبات السريعة بحثاً عن الراحة. كما أنّ قمع الجهاز المناعي يجعلك هدفاً سهلاً للجراثيم. ومحاولة الاستمرار خلال مرحلة مثيرة للتوتّر والشدّة قد تجعلنا في حالة أسوأ، ما يؤثّر على مسار حياتنا. على سبيل المثال: "لديّ ثلاثة مواعيد هامة جداً اليوم، لذا سأذهب إلى النادي في الصباح وأتناول الغداء على الطريق وأعمل حتى الثالثة صباحاً وأنام ثلاث ساعات ثم أستيقظ الساعة السادسة صباحاً." وقد تفشل حتى أفضل النوايا لتحسين أسلوب الحياة تحت الضغوط، مما يزيد ضعف الجهاز المناعي ويفسّر سبب انهيار أجسامنا في الكثير من الأحيان بعد المرور بفترة مثيرة للتوتّر والقلق. وهناك ارتباط أيضاً مع ارتفاع مستويات الكورتيزول المزمن وزيادة السمنة. هذا، بالإضافة إلى عوارض التوتّر والشدّة الأخرى، مثل زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم...
التوتّر المزمن: شيخوخة مبكرة
لا حاجة للقول أنّ التوتّر المزمن لا يجعلك تبدين في أفضل حالاتك. فالنساء في الدراسة اللواتي أبلغن عن أعلى مستويات التوتّر، كانت لديهنّ خلايا تبدو أكبر سنّاً بعشر سنوات عمّا يفترض أن تكون عليه، وكذلك مستويات أقل من الأنزيم الذي يصلح الخلايا المتضرّرة، ومستويات أعلى من الجزيئات الحرّة التي تضرّ بالحمض النووي. ويعتقد أنّ هذه الاكتشافات تساعد على تفسير لماذا يشيخ الأشخاص الذين يعانون من التوتّر المزمن قبل الأوان.
السيطرة على التوتّر: كيف تساعدين نفسك؟
إليك هذه الحلول لتخفيض مستويات التوتّر لديك:
تخلّي عن السكر: تجنّبي المشروبات التي تحتوي على كمّيات كبيرة من السكر مثل المشروبات الغازيّة وعصائر الفواكه المركّزة. فهذه قد تزيد أعراض التوتّر.
مارسي الرياضة: جميع أنواع الرياضة مفيدة، إلا أنّ ممارسة تمارين الأيروبكس لمدة 30 دقيقة لها تأثير ملحوظ.
اقرئي أيضاً التوتّر النفسي...عواقبه وطرق علاجه
سيطري على التوتّر: ممارسة التأمّل واليوغا بصورة منتظمة يساعدان على إبطاء العقل والجسم بعد التوتّر، حيث يساعد على إرخاء العضلات المشدودة.
نامي: بالإضافة إلى بذل بعض الجهد للذهاب إلى النوم في وقت أبكر، فإن اتّباع الخطوات الثلاث الأولى كفيل بجعلك تنامين بشكل أسهل.
أضف تعليقا