فارق السن المثالي بين الزوجين
تبحث الفتيات حاليًا عن شريك الحياة الذي يكفل لها حياة كريمة، بغض النظر عن فارق السن؛ بل إن معظمهن حاليًا يرفضن الارتباط بمن يقاربهن في السن، وتبحث عن العريس الناضج الجاهز المسؤول، حتى ولو كان أكبر منها بكثير.
أستاذ دكتور هاشم بحري: استشاري الطب النفسي، يقول: الفوارق الطبقية والعمرية بين الزوجين، مسألة هامة جدًا، تجب مراعاتها عند اختيار الزوج أو الزوجة، وخصوصًا الفوارق العمرية؛ لما لها من آثار على كل منهما؛ فالقاعدة العامة تقول: يقوم الزواج الناجح على التقارب الفكري في الميول والاهتمامات والطاقات النفسية والجسمية والروحية والاجتماعية، أكثر مما يقوم على التقارب في السن، واحتمالات حدوث التقارب الفكري كبيرة عندما يكون الزوجان من جيل واحد، وتكون قليلة عندما يكون لصالح الرجل، يساعده على القوامة واحتواء المرأة واحترامها له، ربما يمتلك بعض الرجال من الفكر والشخصية ما يجعلهم أكثر خبرة، وبالتالي أكبر سنًا من أعمارهم الحقيقية، لكن هؤلاء نسبتهم قليلة جدًا، ويظل دائمًا فارق السن المناسب له احترامه الذي لا يستهان به، وينبغي أيضًا أن تكون الزوجة أصغر سنًا من الزوج؛ لاعتبارات جسدية وجنسية واجتماعية ونفسيه؛ فالزوج يظل صالحًا للزواج والإنجاب أغلب حياته، أما المرأة فلها صلاحية تقل كثيرًا كلما تقدم بها السن، بالإضافة إلى وجود عوامل اجتماعية ونفسية تجعل من الأفضل أن ترتبط بمن هو أكبر منها سنًا، مثل خوفها من شبح العنوسة، وعلى الجانب الآخر، نجد أن الرجل الغني صاحب المركز المرموق الأكبر سنًا، أصبح يجذب أي فتاة، وخصوصًا أن معظمهن يبحثن من خلال ارتباطهن برجل، عن الحب والحنان والحماية والكفاية؛ فالمرأة تعطي صاحب المكانة والنضج وقوة الشخصية والثروة، أهمية أكبر من وسامة الوجه وقوة الجسد، طالما كان هناك حد أدنى معقول منهما لدى هذا الرجل، أي أن الأولوية عندها للصفات غير الجسدية، عكس الرجل الذي يعطي الأولوية للجمال الجسدي؛ فمن الممكن أن تنجذب المرأة لرجل أكبر منها بـ 15 أو 20 عامًا لأنها وجدت لديه ما تبحث عنه من الحب والحنان والحماية، والرجل الأكبر، عادة أقدر على إعطائها هذه الأشياء، وخاصة الحنان الذي يعوض عن الحنان الأبوي المفقود لديها.
مع ذلك عندما ندرس الواقع بشكل طبيعي، نخرج بنتيجة مهمة، وهي أن التوافق في العمر أو في المستوى الثقافي، هو الذي يمثل عنصر النجاح الحيوي في السعادة الزوجية، ورغم ذلك إلا أننا نجد حالات كثيرة في جميع المستويات تنجح.
أضف تعليقا