أبرز محطات من حياة الموسيقار ملحم بركات
بعد أن عانى طويلاً من المرض، وكان طريح الفراش في الفترة الأخيرة، رحل الموسيقار ملحم بركات ليلة أمس، وكان طوال فترة وجوده في المستشفى مصراً أن يخبر الجميع أن ما يعاني منه هو مجرد ديسك في ظهره، لكن الحقيقة كانت مرّة، تضافر المحبّون ليخفوها نزولاً عند رغبة فنّان.
وإلى جاتب معاناته من المرض، أسوأ ما وجهه الموسيقار قبل رحيله هو انتشار أخبار موته بطريقة يومية، من قبل إعلاميين وفنانين كان ينتظر منهم لا أن يدعموه معنوياً في مواجهة المرض، بل على الأقل أن يتركوه يصارع المرض وحده دون منّة أحد.
في حضن أسرته التي أحاطته برعايتها لفظ أنفاسه الأخيرة، أولاده مجد، وعد، غنوة وملحم جونيور كانوا يعيشون ألم الفراق منذ أسابيع، ناشدوا الصحافة مراراً أن ترحم الموسيقار من شائعات الموت، لكن لا حياة لمن تنادي. نعاه البعض وهو لا يزال على قيد الحياة، ولشدّة ما كتبوا عنه نفذ حبرهم، فلم يعد ثمّة ما يكتبونه بعد الرحيل.
ملحم بركات مسيرة بحجم وطن
ولد ملحم بركات في بلدة كفرشيما القريبة من بيروت في 15 آب/أغسطس عام 1942 في بيت متواضع، والده كان نجاراً.
مارس الفن كهواية منذ نعومة أظافره، فلقّب بـ"مطرب الضيعة"، كما برزت موهبته في التحلين، فقام بوضع ألحان لبعض الكلمات من الجريدة اليومية ليغنيها في المناسبات المدرسية.
لفت انتباه الموسيقي الراحل حليم الرومي، الذي كان يسكن كفرشيما، فأثنى على موهبته وشجّعه.
يقول ملحم بركات في إحدى مقابلاته إنه في مطلع شبابه طلب من والده أن يسمح له بدراسة الموسيقى، فكان جواب الأب:"هناك عبد الوهاب في الساحة وتريد أن تصبح فنانًا؟".
ومع ذلك أصر ملحم على ترك المدرسة في السادسة عشرة من عمره وقرّر الالتحاق بالمعهد الوطني للموسيقى، فانتسب إليه دون معرفة أبيه، وكان يخبئ كتب المعهد في كيس ورقي يخفيه أمام مدخل منزله، إلى أن اكتشف والده الأمر، وقبل بالأمر الواقع بعد أن أقنعته موهبة ابنه.
مع الرحابنة
ترك الموسيقار المعهد قبل إكمال دراسته، فنصحه فيلمون وهبة بأن يتوجه إلى مسرح الرحابنة وهكذا كان. انضم إلى فرقة الأخوين رحباني. لكنّه بعد أربعة أعوام، تركهما لكي يشقّ طريقه الفنيّة ويبني شخصيّته الموسيقيّة.
اقرئي أيضاً: كيف أنقذ أحمد السقا حياة أحد الموظفين؟
يعترف بركات أنّ الفنان الراحل فيلمون وهبي قال له ذات يوم " يا ابني أنت ولد موهوب لكن مع بيت الرحابنة لن تصل إلى الشهرة، إما أن تكون مكان نصري شمس الدين أو أقل منه، ولن يتركوك تتفوق عليه".
أشار بركات إلى أن الرحابنة "كادوا أن يربطوني بعقد، لكني لم أقبل، أكملت مسرحية الشخص ورحلت، اتصلوا بي عدة مرات فقلت لهم أن مستقبلي ليس عندكم، انطلقت، لو لم أفعل هذا لما انطلقت ولم يكن هناك ملحم بركات". ويصف عمله مع روميو لحود مشبعاً بالحرية بينما عمله مع الرحابنة أكسبه الخبرة في الحياة وشجعه لأن يصبح فناناً.
انطلاقته
أغنية «الله كريم» التي كتبها له الراحل توفيق بركات ولحنها له جاره الراحل أيضاً فيلمون وهبي رسمت أولى بدايات ملحم الفنية.
أما أول عمل مسرحي قام ببطولته فكان مسرحية "الأميرة زمرد" ومن ثمّ "الربيع السابع" مع الأخوين رحباني، وبعد ذلك مسرحية "ومشيت بطريقي".
وخاض غمار السينما وقام ببطولة فيلم "حبي لا يموت" مع النجمة هلا عون.
اقرئي أيضاً: زوجة وائل كفوري تنشر صورتها معه وتعلق على شائعة ضربها
حياته الخاصة
تزوّج ملحم بركات من السيدة رندا عازار وأنجب منها أولاده مجد ووعد وغنوة، وبعد سنوات، تزوّج من مي حريري التي لم تكن قد احترفت الفن بعد وأنجب منها ملحم جنيور قبل أن يقع الطلاق بينهما.
تصريحاته اللاذعة
لم يساير ملحم بركات أحداً، كان يقول ما لديه ويمشي، آراؤه اللاذعة لم تكن على مزاج بعض الفنانين، إلا أنّ معاداة قامة كملحم بركات كانت مهمة مستحيلة، حتى على المتضررين من آرائه التي كان يطلقها من حرصه على الفن.
حمل لواء الأغنية اللبنانية وصف كل من فنان لبناني يغنّي من ألحان غيره بالخائن، طالب بسجن المتعدّين على الفن، حمل هموم وشجون الفن اللبناني، وبقي يغنّي حتى أيامه الأخيرة، يوم اكتشف أنّه يعاني من مرض، فأصرّ على إحياء الحفلات التي اتفق عليها قبل أن يدخل المستشفى التي لم يكن يعرف أنه لن يغادرها.
رحم الله ملحم بركات.
أضف تعليقا