شانيل "كروز"2015 تحية الى التراث العربي

عندما قرر كارل لاغيرفلد أن يقدم عرض مجموعة كروز 2015 في دبي، من البلد الذي يمتلك أعلى ناطحة سحاب في العالم، كان ذلك أكبر دليل الا أنه يبحث عن الأفكار الاستثنائية لكي يكشف النقاب عن تصاميم مميزة.

اختارت الدار أن تقيم عرضها على جزيرة شبه مهجورة بالقرب من شاطئ الجميرة، كعنوان لفرادتها، والطابع كان عربياً بامتياز، فما ان تدخل حتى تستوقفك الخيم العربية التي تعبق بروح الصحراء العربية. ولقد تم بناء قاعة بكاملها خصيصاً لهذا العرض المميز، وانطبعت علامة شانيل في مخلف الأرجاء التي حملت ديكور من الموزاييك الشرقي.

النقشات المطبعة بالورود والترتر كانا العنوانين العريضين لمجموعة كروز 2015 هذا فضلاً عن صيحات أخرى كشفت عتها المجموعة كالكشاكش الشفافة والسراويل والفضفاضة. اختيار لاغيرفلد لمدينة دبي لم يأتي من المجهول، اذ أنه كرم هذه المدينة من خلال قصات تصاميمه المستوحاة من العالم الشرق أوسطي. فرأينا تصاميم بقصة الشروال، والتنانير الطويلة الواسعة والكوفية العربية.
وفضلاً عن الاستيحاء من المعالم العربية، لا حظنا أيضاً بعض القصات التذي ذكرتنا بالثقافة الهندية والأفريقة. فكان التنوع كبيراً جداً.

من حيث الأقمشة، كان التركيز على التويد والحرير والكشكش، أما الألوان فأتت مستوحاة من عالم الصحراء الرملي، مضيفاً اليها نقشات الورود الحيوية فتنوعت اللوحة بين الذهبي والأبيض والأسود. عمل لاغيرفلد بدقة كبيرة على التطريزات التي شكلت العنصر الأبرز من مجموعة كروز، وهو قد عاد بنا بذلك الى الأمجاد العربية القديمة التي كانت خلالها التطريزات عنواناً للترف والرقي.

من ناحية الأكسسوارات، فكان التنوع كبيراً، منها ما أتى مستوحى من عبق دار شانيل والروح الفرنسية الأصيلة، مثل حقيبة شانيل Boy  التي جاءت بألوان متعدّدة، ومنها ما هو انعكاس للثقافة العربية الأصيلة، كالأساور الذهبية والقلائد المستوحاة من الحضارة الهندية التي رُصّعت باللؤلؤ، الطويلة منها والقصيرة، الى جانب البروش الذي حمل شكل الهلال والذي زيّن شعر العارضات بطريقة مبتكرة، هذا بالإضافة الى الأساور الكلاسيكية العريضة.  برزت أيضاً الصنادل الذهبيّة المفتوحة ذات الكعب المتوسّط، المعروف عربياً بالـ "البابوج" بطريقة عصريّة والأحذية المستوحاة من العالم المغربي والتونسي.

من ناحية الحضور، فالعالم أجمع كانت أنظاره متوجهة نحو مدينة دبي، فتهافتت نجمات هوليوود والنجمات والأميرات العربيات والفاشنيستا من حول العالم الى تلك المدينة الصاخبة، ومن أبرز الحاضرات في العرض Vanessa Paradis و Dakotta fanning وFreida Pinto والأميرة أميرة الطويل، والمخرجة نادين لبكي، هذا فضلاً عن وجوه اعلامية وثقافية وتلفزيونية وفنية.

باختصار عاد بنا لاغيرفلد حسب قوله الى الفولوكلور العربي الرومانسي بلمسة عصرية من القرن الواحد والعشرين مستحضراً معالم الثقافة العربية المتنوعة والتي يعتبرها ارثاً عريقاً وعالم بحد ذاته يعكس غنى في الافكار ودقية الفاصيل، وذلك من خلال الأقمشة الغنية المنسابة والرقيقة مضاءة بتطريزات غنية.

لا شك أن العرض المرتقب منذ أشهر، فاق التوقعات وأحببنا هذا الانفتاح العالمي على الثقافة العربية بمختلف تفاصيلها.