نصائح لمواجهة هوس المراهقين بالشراء

المرأة ليست وحدها نجمة هوس "الشوبنغ"، وينافسها هنا المراهقون، سواء من البنات أو الشباب، الذين يريدون تقليد نجوم الفنّ والرياضة ويتأثّرون بزملائهم، وبالتالي يندفعون إلى شراء كلّ ما يجعلهم مثلهم.

الدكتور باتريس أوير، أستاذ الأمراض النفسيّة، يهدي الآباء هذه الوصفة، للتعامل مع مهووسي الشراء من المراهقين.

 

 

علّموهم الصبر

إنّ الأشياء التي تأتي سريعاً تذهب سريعاً، وتلبية رغبات الإنسان بسرعة، تسمح بوجود مساحة كافية بين "الرغبة" و"الإشباع"، وبالتالي يفقد الشيء قيمته، ويفقد الإنسان اللذّة في تحقيقه. لذا، لا يجب على الأهل الاستجابة السريعة لكلّ ما يطلبه المراهق، حتى وإن حاول خداعهم بعبارات توحي بالتقصير، أو بعدم تحقيق العدالة والمساواة. إنّ تعويد الإبن على الصبر وعدم التسرّع، يغرس في داخله قيمةً مهمّةً تساهم في تكوين شخصيّته المستقبليّة في الجامعة ثمّ في الحياة، وهي أنّه للحصول على ما نريد، يجب بذل الكثير من الجهد كي نستحق تلك المكافأة، سواء كانت ماديّة أو معنويّة، كالنجاح في الدراسة أو في العمل...

 

 

لا تشتروا رضاهم بالهدايا

خطأ فادح يقع فيه العديد من الآباء، وهو جلب الهدايا بكثرة للأبناء لاستقطابهم وإرغامهم على الطاعة وحسن السلوك. وتكمن خطورة هذه المقايضة في تحويل العلاقات الأسريّة إلى علاقات تجاريّة بحتة. مع ذلك، حذارِ إطلاق الوعود، فطالما وعدت ابنك بشيء عليك شراؤه، ولكن يمكنك إرجاؤه إذا أبدى تذمّراً أو سلوكاً غير مهذّب، إلى حين تصلُح أحواله.

 

صارحوهم بالأوضاع الماديّة

من الحكمة أن يبدأ الأهل في إشراك الأبناء في سنّي 15 و16 عاماً، في مناقشة الأحوال الماديّة للأسرة ومعرفة إمكانيّاتها، كي لا ينشأ الطفل على مبدأ "طلباتك أوامر"، دون مراعاة للآخرين. اغرسوا بداخلهم مبدأ الأولويّات، واجعلوهم يشاركون في اتخّاذ القرار والتعبير عن آرائهم، فإذا أراد الإبن مثلاً شراء جهاز كمبيوتر جديد، وكانت الأسرة في حاجة إلى تكييف لقدوم فصل الصيف، فمن المنطقي هنا اختيار جهاز التكييف أوّلاً، وإرجاء جهاز الكمبيوتر عدّة أشهر.

 

 

لا للديكتاتورية

إنّ الديكتاتورية والاستبداد في التعامل مع سنّ المراهقة يؤديّان حتماً إلى نتائج عكسيّة، حيث يصرّ المراهق على رأيه، ويتشبّث به رغبةً منه في إثبات الذات، أما المناقشة العقليّة فهي الطريق الأقصر للوصول إلى الهدف. فإذا أراد الإبن مثلاً شراء حذاء جديد من ماركة رياضيّة معيّنة، فعلى الأهل مناقشته بدلاً من قول كلمة "لا" التي تستفزّه. لماذا حذاء جديد وهناك ثلاثة أحذية جديدة لم يلبسها بعد؟ ولماذا هذه الماركة الباهظة الثمن؟ وقد تنتهي هذه المناقشة إلى إقناع الإبن بالاعتدال في مطالبه، والتفكير في إخوته، كما قد تنتهي لصالح الإبن، ويقتنع الأهل بوجهة نظره في شراء ما يريد.

 

 

العلاج بالحبّ

يكون الشراء في بعض الأحيان بديلاً تعويضيّاً عن الحرمان العاطفي، فالطفل الذي لا يجد تقديراً من أمّه وأبيه يكون غاضباً وعصبيّاً، وفي حاجة للتقدير الذي قد يسعى إليه بمكافأة نفسه، حين يكبر، بالشراء.

ويقدّم بعض الآباء والأمّهات الحبّ لأبنائهم، ولكنّه يكون حبّاً من النوع المشروط: "أحبك إذا جئت بدرجات عالية في المدرسة"، وغير ذلك من أنواع الحب المشروط الذي يجعل الطفل يفقد ثقته بنفسه. ويؤدّي ذلك إلى نفس النتيجة السابقة، وهي رغبة جامحة في الشراء... لذا، يوصي د. باتريس الأهل بالتعبير عن مشاعرهم تجاه أبنائهم: "صارحوهم بحبّكم غير المشروط وبفخركم بهم، قدّموا لهم المكافآت المعنويّة بدل الهدايا الماديّة، كتخصيص وقت للخروج معهم، أو تناول الطعام وتبادل الحديث في المنزل، أو زيارتهم في النادي لمشاهدة تمرين التنس أو السباحة الذي يقومون به". فقد يصرفهم هذا الاهتمام المعنوي عن متعة "الشراء للشراء".

 

 

متعة العمل والكسب

إذا أصرّ ابنك على شراء الجينز باهظ الثمن، الذي كان زميله في النادي يرتدي مثله، فاجعليه يشارك بجزء من ثمنه من مصروفه الشخصي حتى يشعر بقيمة المال، ولا مانع من تشجيعه على العمل في العطلات، ولو بأجر رمزي، فذلك سوف يجعله حتماً يشعر بلذّة الكسب وبصعوبة الحصول على المال، ومن ثم معرفة قيمته وعدم إنفاقه بسهولة.

 

 

أضف تعليقا