علاقة البروستاتا بصعوبات القدرة الذكريّة

على الرغم من صغر حجم البروستاتا، إلا أنّ لها تأثيراً قويّا على صحّة الرجل الجسديّة والنفسيّة. وفي حال إهمال بعض العوارض، قد يؤدّي الأمر إلى التهابها وتضخّمها، ممّا يصعّب القدرة على العلاقة الزوجيّة الحميمة؛ وفي بعض الأحيان، قد يكون مؤشّراً إلى وجود حالة سرطانيّة. تعرّفي على دور ووظيفة غدّة البروستاتا.

ما هي البروستاتا وما وظيفتها؟

البروستاتا هي عضو يقع عند أسفل المثانة فوق المستقيم ووراء منطقة العانة. ويبلغ وزنها حوالي 20 غراماً، وتشبه حبّة الكستناء. تتألّف من غدد متجمّعة في أنابيب، ومن قنوات وأنسجة ضامّة وألياف عضليّة. تحيط بقناة البول، أو الأحليل، التي تخرج من المثانة وتدعمها. وتعمل الأوعية والأعصاب على تحفيز عمل العضو الذكري، ممّا يؤدّي إلى تضخّمه أثناء العلاقة الزوجيّة.

للبروستاتا وظيفة مزدوجة، فهي تسهم في خصوبة الرجل، من خلال إفرازها العديد من المكوّنات، من الزنك والأنزيمات والكولّيسترول وحمض الستريك عند الوصول إلى الذروة خلال العلاقة الزوجيّة. وعند مرور المني من الحويصلات المنويّة في البروستاتا عبر القنوات الدافقة، يمتلئ المني بهذه الإفرازات للسماح بتحرّك الحيوانات المنَويّة.

أمّا وظيفتها الثانية، فهي حماية الخصيَتين من أيّ التهاب قد يغيّر الخصوبة. وبفضل موقعها الاستراتيجي وشكلها المتشابك، تحصر الجراثيم التي تمرّ عبر قناة البول خلال الاتصال الحميمي وتقتلها قبل أن تصل إلى الخصيَتين.

ورم البروستاتا والقدرة الذكريّة

في حال ورم البروستاتا، قد يؤدّي تزايد حجمها بشكل غير مباشر إلى صعوبة في القدرة الذكريّة، خصوصاً بسبب الانزعاج الذي تولّده. كما أنّ الاستيقاظ عدّة مرّات خلال الليل للتبوّل، يولّد تعباً يحبط النشاط الجنسي. وقد تسبّب بعض الأدوية المصمَّمة لعلاج الورم إلى مشاكل في قدرة العضو الذكري على التضخّم.

والالتهابات الحادّة أو المزمنة في البروستاتا مسؤولة بشكل غير مباشر عن مشاكل القدرة الذكريّة، بسبب أعراضها كالثقل في الجزء الأسفل من البطن، والألم وقت القذف. وفي هذا المضمار، القيام بعلاقة حميمة أثناء الإحساس بالألم يؤدّي إلى قلق وتوتّر قد يمنعان تدفّق الدم في العضو الذكري وتضخّمه، أو يسبّب القذف السريع.

علاج البروستاتا بالجراحة

في حال سرطان البروستاتا، كلّ العلاجات، سواء كانت جراحيّة أو دوائيّة، تغيّر وظيفة الحزم الوعائيّة العصبيّة التي تقع على جانب البروستاتا. وتضرُّر أعصاب القذف يؤدّي دائماً إلى صعوبات في الانتصاب، سواء كانت قابلة للعلاج أم لا. وفي حال الجراحة، يجب على الجرّاح إزالة البروستاتا بأدقّ طريقة ممكنة لكي لا يؤثّر على الحزم الوعائيّة العصبيّة. واليوم، بفضل جراحة المنظار بواسطة الروبوت، يملك الجرّاح المخضرم وسيلة تزيد بشكل كبير دقّة العملية، ممّا يسمح بالمحافظة على أعصاب القذف. ويمكن للتقنيات الجديدة، مثل العلاج بالتبريد أو الليزر الضوئي الديناميكي، علاج قسم واحد من البروستاتا في حالات معيّنة دقيقة جدّاً، حين يكون السرطان في البروستاتا موضعيّاً. وتخضع هذه التقنيات، التي يتمّ إجراؤها في مراكز متخصّصة، للتقييم. والنقطة الرئيسيّة هنا هي أنّها تعالج فقط الجزء المصاب بالسرطان، ما يحافظ على الحزم الوعائيّة العصبيّة في الجانب المقابل.

أعراض العلاجات الدوائيّة

وتؤدّي العلاجات الدوائيّة لسرطان البروستاتا إلى مشاكل في تضخّم العضو التناسلي الذكري أثناء العلاقة الزوجيّة. وفي العلاج الإشعاعي، تسبّب الإشعاعات، التي يتمّ إصدارها من جهاز إشعاعي خارجي أو من خلال بذور إشعاعيّة توضع في البروستاتا (Curietherapy)، تدمُّر الخلايا السرطانيّة، كذلك البيئة، وتؤثّر بشدّة على الحزم الوعائيّة العصبيّة. وفي ما يتعلّق بالعلاج الهرموني، ينطوي هذا الأخير على الإخصاء، عن طريق تخفيض هرمون التيستوستيرون إلى أقلّ نسبة ممكنة، فيقضي على الرغبة الجنسيّة، وبشكل غير مباشر، على قدرة العضو التناسلي الذكري على التضخّم. لتفادي الإصابة بسرطان البروستاتا، يُنصح بمتابعة طبّية منتظمة ابتداءً من عمر الـ55 عاماً.