قوة تأثير العطور

 

للعطور لغة خاصّة هي بمثابة تصريح عن الشخصيّة والأهواء، كما الرغبات. تتساءلين لماذا تخذلك النغمات في التعبير عن ذاتك في بعض الأحيان؟ إليك أفضل الإجابات.

 

 

هل من الممكن أن يقوم العطر بتغيير المزاج؟
من الخصائص الأكثر أهمّية في العطور تأثيرها الفوري على عواطفنا. وقد أظهرت الدراسات أنّ العطور قادرة على تحفيزنا أو تهدئتنا، وتشجيع المزاج الجيّد أو السيّئ، وتشكيل ذكريات إيجابية أو سلبية. الأروماثيرابي أو العلاج العطري، فنّ الشفاء بالزيوت الأساسية العطرية، يستند إلى النظريّة التي تقول إنّ العطر لديه القدرة على التأثير على المزاج.

 

كثير ممّا يُستخدم في المنتجات يرتكز على ربط العلاج العطري بالتقاليد والفولكلور، بدلاً من العلم. فقد شكّل العطر منذ زمن طويل أداة قويّة وخفيّة تعيد التوازن للعقل والجسم، كما يقول المثل الصيني القديم: "كلّ العطور دواء".

 

ولم يعد العطر وسيلة للرائحة الطيّبة فقط، وإنّما صار له تأثير حقيقي فسيولوجي. ففي دراسة حديثة، وُجد أنّ النعناع وزنبق الوادي يعملان على زيادة اليقظة في العمل. هذا وتعتمد إحدى شركات طوكيو تقنيّة ضخّ رائحة النعناع إلى المكاتب لتحسين الإنتاجية؛ في حين تتّبع شركة أخرى طريقة بثّ العطور المختلفة من خلال نظام تكييف الهواء، لتعزيز إنتاجية الموظّفين. إلى ذلك، تساعد نفحة من الحمضيات على بداية يوم عطلة جيّد. وتعمل رائحة الأزهار غير المزعجة على رفع نسبة التركيز في منتصف الصباح وبعد الظهر. كما أنّ لمسة من رائحة خشب الأرز تخفّف التعب أثناء استراحة الغداء، وبعد الظهر في وقت متأخّر.

 

اقرئي أيضاً: العطور وتفاعلها مع نوع البشرة

 

لماذا تختلف رائحة العطر من شخص الى آخر؟
هذا لأنّ لكلّ منّا رائحة خاصّة مميّزة، من شأنها أن تؤثّر على العطر. هذه الرائحة تُعتبر بمثابة هويّة من إجمالي الجينات لدينا، وكيمياء البشرة، والنظام الغذائي، وتناول الأدوية، ومستوى الإجهاد، وربّما العامل الأكثر أهمّية في هذا المجال هو درجة حرارة الجلد.

فالقول إنّ العطور تتفاعل بشكل مختلف على الناس بسبب كيمياء الجسم الخاصّة بهم، يبسّط عمليّة التفاعل هذه؛ إذ يبقى معدّل دفء الجلد هو المعيار الأساسي هنا. هذا ويختلف، بين شخص وآخر، عدد مسامات الجلد في كلّ سنتمتر من البشرة، كما وعدد طبقات الدهون في الجلد. هذه العوامل وغيرها تؤثّر على دفء الجلد، الذي بدوره يؤثّر على تفاعل رائحة العطر مع بشرتنا.

 

اقرئي أيضاً: العطور وتفاعلها مع التقدم في العمر

 

لماذا تختلف رائحة العطر بعد مرور سنوات من الاستخدام؟

نادراً ما تختلف تركيبة العطر، ربّما تغيّرت تركيبة جسمك الكيميائية، كما ودرجة حرارته قليلاً. ومن الممكن أن يعود السبب إلى أنّك تتّبعين اليوم نظاماً غذائيّاً منخفض الدهون، أو تأخذين بعض الأدوية الجديدة، أو أنّك حامل، أو أصبحت تمارسين الرياضة على نحو مكثّف أكثر من السابق، أو ربّما أصبحت بشرتك أكثر جفافاً، أو حتّى بتّ تستخدمين مستحضرات الترطيب أكثر من ذي قبل... كلّ هذه العوامل تؤثّر على تفاعل العطر بطريقة مختلفة مع بشرتك، إذ تنتج موادّاً كيميائية جديدة، تخرج عبر المسام، وتعدّل في توازن العطر على جلدك.
جرّبي استخدام كريم الجسم أو حمّام الزيت الذي يتطابق مع العطر، لمعرفة ما إذا كان سيحلّ المشكلة؛ وإلا غيّري العطر لفترة من الوقت.

 

اقرئي أيضاَ: نظام حياتك وتأثيره على العطر

 

أضف تعليقا